13 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمورِ التي لا نجدُ اهتماماً إعلامياً بها يتناسبُ مع أهميتِـها البالغةِ، إعدادُ الـمجتمعِ ليقومَ أبناؤه بدورٍ في أداءِ الجهاتِ الرسميةِ لِـمَـهامِها خلالَ مونديالي اليد 2015م، والقدمِ 2022م. ولا نعني، هنا، الجانبَ الأمنيَّ لأننا نلمسُ جهودَ وزارةِ الداخليةِ ووزارة الدفاعِ في تأهيلِ كوادرهِما، وتوعيةِ الـمواطنينَ بالـمجالاتِ التي يستطيعون فيها مساعدتْهُما في الحفاظِ على الاستقرارِ الأمنيِّ والـمجتمعيِّ حين تتدفقُ الجماهيرُ الزائرةُ على بلادِنا عند إقامةِ الـمونديالين، وإنما بإعدادِ الإنسانِ ليكونَ رافداً يُسْـهِـمُ في نجاحِ تلك الجهودِ.تتعلقُ الجوانبُ التي نريدُ طرحَها باختلافِ الحضاراتِ التي نشأتْ فيها تلك الجماهير عن حضارتِـنا الإسلاميةِ العربيةِ، وهي حضاراتٌ كبيرةٌ ينتمي إليها مئاتُ ملايينِ البشرِ، وتختلفُ في أُسُسِها الأخلاقيةِ والـمجتمعيةِ عن مثيلاتِـها عندنا.نتوجهُ إلى جامعةِ قطرَ والـمراكزِ البحثيةِ بالتساؤلِ عن دراساتِهما الـمُتعلِّـقَـةِ ببحثِ أنماطِ السلوكِ، والدوافعِ والـميولِ في تعامُلِ الإنسانِ القطريِّ، وأشقائِـهِ العرب، وأخوتِـهِ في الإنسانيةِ ممن لهم جالياتٌ كبيرةٌ في بلادنا، مع الآخرينَ القادمين من حاضناتٍ حضاريةٍ أخرى. وعن الخططِ الكفيلةِ بتقويمِ التوجُّهاتِ السلبيةِ، والحَـدِّ من خطورةِ التَّصَـوُّراتِ والأفكارِ الـمُسبقةِ غيرِ السَّوِيَّةِ تجاههم .نحنُ واثقونَ من كفاءةِ مجتمعِـنا وأهْلِـيَّـتِـهِ حضارياً وإنسانياً على استضافةِ الـمونديالينِ، لكننا لن نسمحَ بأنْ تكون لحوادثَ يقوم بها أفرادٌ، هنا أو هناكَ، بالتأثيرِ السلبيِّ على جهودِنا الضخمةِ الرائعةِ لإنجاحِ الحَـدَثَينِِ العالميَّـيْـنِ. فعلينا، إذن، السعيُ الجادُّ لقيامِ الـمختصين في علوم النفسِ والاجتماعِ والتربيةِ بأبحاثٍ ودراساتٍ على مستوى الوطنِ، وإعدادِ برامجَ توعويةٍ مستمرةٍ بالتنسيقِ مع أجهزةِ الإعلامِ والـمجلسِ الأعلى للتعليمِ ووزارة الأوقافِ والشؤون الإسلامية.قبولُ الآخرِ واحترامُـهُ والبحثُ عن نقاطِ الالتقاءِ به، قضيةٌ موندياليةٌ بامتيازٍ، يساعدُ على نجاحِـها روحُ التسامحِ وأخلاقُ الإسلامِ الحنيفِ الَّلذانِ يسودانِ مجتمعَـنا، وسيكون لهما الدورَ الرئيسَ في نجاحِ جهودِنا للتنميةِ والتقدُّمِ الحضاريِّ والـمَعرفيِّ والعلميِّ، وفي إقامةِ الـمونديالينِ بصورةٍ يتحدثُ عنها التاريخُ، والرياضيُّ منه بخاصةٍ. كلمةٌ أخيرةٌ : عندما يؤكدُ سموُّ الأمير الـمُفدى، بثقةٍ، على أنَّ بلادَنا الحبيبةَ ستسعى ليكونَ لها دورٌ في مسيرةِ الإنسانيةِ، فإنَّ سموَّه يستندُ إلى شعبِـهِ الذي يمتلكُ إنسانُه الرُّؤى الـمُبدعةَ الخلَّاقةَ والعزيمةَ والإصرارَ على تنميةِ الذاتِ والـمجتمعِ. ومن هذه الثقةِ ننطلقُ في سعينا للحفاظِ على أسبابِ التنميةِ الشاملةِ التي ننعمُ بها .