13 سبتمبر 2025

تسجيل

تدمير في ثياب تطوير

30 مارس 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رغم أن التطوير عملية يقصد بها الحصول على نتيجة أفضل، فإننا نلاحظ أن كثيرا من التطوير لم تكن له نتيجة سوى التدمير، فلماذا نلجأ للتطوير إذن ؟ لا بد أن نصارح أنفسنا، فهل نطور من أجل ألا نبدو تقليديين ؟ أم مواكبة للحداثة التي قد تناسبنا في جوانب، ولا تناسبنا في أخرى ؟ أم لأننا مقتنعون تماما أن مُخرجنا ضعيف، ويحتاج إلى التطوير ؟إن من يتأمل كثيرا من عمليات التطوير سيجد أنها ليست إلا ثورة على القديم بإيجابياته وسلبياته، واقتلاعا للمفهوم الأصلي للشيء المراد تطويره . ويمكن ملاحظة ذلك في: طُوِّرت اللغة، فاقتحمت لغة المحادثات المشوهة أو ما يعرف بالعربيزي حياتنا . وطُوّر التعليم، فأصبح التساؤل المطروح على الساحة الآن: ماذا جرى للتعليم؟ وطُورت طرق التعليم، فاستحدثنا تقنيات حديثة، لا إيجابية فيها سوى أنها حديثة، أما مدى ما يستفيده الطالب والمعلم من استخدامها فكأنه لا يعنينا! .وأنا لا أريد بهذا الكلام التقليدية والتمسك بعيوبها وسلبياتها، ولكني ضد عمليات التطوير غير المدروسة والمفاجئة، فالخوض في عمليات التطوير لا بد أن تسبقه دراسة متفحصة للشيء المراد تطويره، والنظر في نتائجه ومدى تماشيها مع الهدف من وجوده، ثم "الفلترة"، والأهم من ذلك كله أن يوكل أمره للمخلصين والمتخصصين، وأن يتحرى القائم على أمر التطوير هذه الصفة فيمن يعتمد عليهم، فكم من مشارك في عمليات التطوير وهو لا يفهم عن التطوير شيئا، وكم من محارب للقديم حربا لا مبرر لها، وكم من متسلل للِجان التطوير بهدف العرض والاستعراض، وغير أولئك ممن يجب ألا يتدخلوا في عمليات التطوير التي هي في الأساس عمليات يجب أن تصب في مصلحة الوطن أولا وأخيرا، ولا يجب أن ترتبط بأي أجندات أو مطامع شخصية .نعم نريد التطوير، ولكننا لا نريد أن ندمر قيمة على حساب قيمة، ولا أن نعالج مشكلة فنفتح ملفا لمشكلة أكبر، ولا نريد التطوير الذي يتعارض مع قيمنا وعاداتنا وأعرافنا المحمودة.ولا نريد أيضا أن نكون متخلفين عن الركب السائر في طريق الحداثة، وأعتقد جازمة أن التريث في تطبيق قرارات التطوير هو السبيل الأمثل لتجنب الوقوع في حفرة التدمير .