10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حين تمسك قلمك لتكتب في اللغة العربية، تشعر أن جملة من الآلام تسبقك للورقة، ومهما حاولت أن تجمّل حروفك فإنها تسطو على فكرك سطوتها على حياتنا . وفي كل مقام يتطلب مني أن أشارك بكلمة عن اللغة العربية أتمنى أن تكون مشاركتي باسمة الثغر، مشرقة الوجه، ولكن هيهات ! فكيف أكتب وأنا رافعة الرأس، متغنية بجمال عربيّتي التي نطق بها أطهر لسان من أعظم مقام، وكيف أفخر بها، وأنا كلما مررتُ بحروفها نكستُ الرأس خجلا مما يصنع بها أبناؤها ؟! لقد عققنا أمنا، وبرغم هذا لا تزال هذه الأم تدعونا لبرها وصلة الرحم الذي احتوانا زمنا طويلا .يبدو لي بوضوح أن الجيل الحالي، وبتشجيع من الوالدين وبتواطؤٍ معلوم الهُوية، غير قادر على استيعاب النعمة التي يتقلب فيها، ولو أنه ذهب ونظر للمسلمين من غير العرب، وكيف أنهم يجتهدون ويستبسلون لتستقيم ألسنتهم بالعربية، ما فرّط فيها واستبدل بها غيرها، لذلك أرى أنهم لم يستوعبوا عِظم ما خصّهم به الله سبحانه وتعالى، ولا أريد أن أقول إنهم لم يقدّروا حتى لا تمر أمام عيني – ولو مرورا عابرا – فكرة العقاب بزوال النعمة، لأنها أكثر ما يُخيفني حقا . فهل فكر أحدنا في ذلك مجرد تفكير، أو تخيّل كيف من الممكن أن يكون حال العلاقة الوثيقة التي تربط ديننا بعربيتنا لو أن العقاب وقع ؟ هل تصوّر أحدهم خطر البذرة التي يغرسها في قلب صغاره وهو يجرّهم لمعاهد تعليم الإنجليزية متجاهلا سلامة لغتهم الأم ؟ وهل تخيّل للحظة أن تلك بذرة قد تصير ذات يوم شجرة آدم التي أغوته ؟؟ هل ينصرفُ عاقلٌ عن لغةٍ نزل بها أعظم كتاب، وجرت على لسان أشرف الخلق، ودُوّنت بها ألوان الإبداع نثرا وشعرا، وسُجلت بها سير الصحابة والتابعين والمخلصين الذين حملوا على أكتافهم همّ أمة محمد- صلى الله عليه وسلم ؟والسؤال الذي لم أجد له جوابا هو ما الذي يمنع من إتقان الإنجليزية بصفتها لغة غالبة بتغلب أصحابها وتطورهم، ومن إتقان العربية واحترامها والتزام التحدث والكتابة بها، على الأقل فيما بين العرب بعضهم بعضا ؟ فإنه لمن المخزي حقا أن ترى جمعا من العرب لا تعرفهم سوى من لون بشرتهم أو لون أعينهم أو لباسهم أو نوع طعامهم، أما حديثهم فأعجميٌّ مستنكر !لا أعلم بمَ يشعر أولئك حين يمرون على قوله تعالى : { إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }، أو حين يقرأون : { بلسان عربي مبين } .إن الأمل في الجيل القادم كبير جدا، والعربية جزء أصيل من هُويتنا نحن القطريين، فنحن عرب نتغنى بمآثر الأجداد في يومنا الوطني، وفي حكاياتنا اليومية، ولا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن أجدادنا قرأوا القرآن، وتعلقوا به، وامتثلوا لأوامره في حياتهم، فكانت قطر العربية الشامخة ذات العروبة الأصيلة والتراب الطاهر الذي كان وما زال يتسع لكل الناس، وتستقيم الحياة فوقه بهية شامخة، رايتها العروبة، ودينها الإسلام الذي انبنى على القرآن ذي الحرف العربي، تلاه علينا رسول كريم ذو أصلٍ عربيّ . ألا يكفي كل هذا لنقول إننا فعلا نتقلب في نعمة عظمى ؟؟