19 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بعد قمة شرم الشيخ

30 مارس 2015

اختتمت القمة العربية السادسة والعشرون أعمالها أمس بمدينة شرم الشيخ المصرية، بإعلان قادة الدول العربية اعتماد مشروع قرار إنشاء قوة عربية مشتركة، على أن تتولى لجنة من أرفع المسؤولين في كل الدول الاعضاء تحت إشراف رؤساء الاركان تقديم توصيات حول تشكيل هذه القوة وأهدافها وآلياتها وموازنتها، خلال مهلة أربعة اشهر، وهو قرار يخدم دون شك الأمن القومي العربي، ومتطلباته في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة والتحديات الجسيمة المحدقة بها، خاصة في ضوء التجربة الناجحة لعملية "عاصفة الحزم" التي تنفذها عشر دول عربية لاستعادة السلطة الشرعية في اليمن.إلا أن الأهم، والأكثر تشخيصا للواقع، ما أكد عليه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في كلمة سموه أمام القمة من أهمية أن ترتفع الجامعة العربية التي أكملت عامها السبعين الى مستوى آمال الشعوب وحاجات الأمة فى سبيل تحقيق التضامن وتوحيد الصف.إن الجهود المخلصة للنهوض بواقع الأمة العربية تتطلب الإخلاص والصدق في هذا المنحى، والوقوف أمام التدخلات الخارجية، فقد حان الوقت كما قال سمو الأمير أن نسأل هل سنبقى ننتظر ما سوف يفعله الآخرون فى سوريا لإنهاء هذه المأساة؟، وكذلك الحال في اليمن الذي يتطلب تغليب مصلحة اليمن وشعبها واحترام الشرعية المتمثلة فى الرئيس هادي وحكومته المعترف بها من المجتمع الدولي، وقس على ذلك باقي الملفات العربية التي تتطلب دعما وتشجيعا مشتركا للحوار من أجل استعادة الأمن لهذه الدول، والأخذ بيدها على طريق التنمية والاستقرار.ولقد جاء رد وزير الخارجية السعودي، سمو الأمير سعود الفيصل على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القمة العربية، مؤيدا لهذا التوجه ومعبرا عن ضرورة وقف التدخل الأجنبي المضر بمصالح الشعوب العربية، إلا أن هذا الأمر لن يتحقق إلا بوحدة عربية حقيقة، ورؤية فاحصة للواقع، واستشرافية للمستقبل المشترك، وهذا ما نأمل رؤيته بعد قمة شرم الشيخ.