15 أكتوبر 2025

تسجيل

غرق نفق سلوى!

30 مارس 2014

هطلت أمطار الخير على البلاد، ففرحنا بنزولها وخيّم علينا الحزن للفضائح التى كشفتها الأمطار فى غرق نفق سلوى، ولعل اصدار معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني وأعضاء من المهندسين والمختصين من أصحاب الخبرة، للتحقيق فى هذه "الكارثة"، واسمحوا لى باستخدام هذه الكلمة، أمر بالغ الأهمية، وذلك لتحديد الأسباب الهندسية ومحاسبة من ثبت تقصيره، التى تعتبر فى المجمل العام اهدارا للمال العام.هذه اللجنة قد تكون مُسكّنة لبعض الوقت فى نظر الكثيرين، ولكن من يرى من زاوية أخرى ويبحث فى تشكيل هذه اللجنة لمعالي رئيس مجلس الوزراء، سوف يرى ويستشعر أهميتها وأنها اختبار مهم فى محاولة لمعرفة الجهة التى تتحمل المسؤولية ومحاسبتها؛ لتكون عبرة لغيرها ان حاولت التقصير فيما يُوكل اليها مستقبلا، فالاستياء العام فى الدولة كبير، وما حصل فى ذلك اليوم من تعطيل السير فى شارع سلوى، وغرق بعض سيارات المواطنين والمقيمين، لا يمكن أن يمر بردا وسلاما، الا بعد محاسبة المخطئ وتعويض المتضرر، وهذا ما سيكون بإذن الله ويتوقعه الجميع، كما أن الرسالة التى يجب أن تعيها الحكومة أن وسائل الاعلام المحلية وعلى رأسها الصحف، هى العين التى يرى من خلالها القائد والمسؤول والمواطن والمقيم كل ما يحدث فى الدولة، وما يشوب بعض المشاريع من أخطاء فنية فادحة أثناء العمل، وقد تم نشر الكثير من الأخطاء الفنية التى لحقت بنفق سلوى، والذى غرق ابان الأمطار الأخيرة، وذلك أثناء فترة تشييده، والتى تمت معالجة الكثير منها فى حينه، وهذا هو الواجب الذى من المفترض من الاعلام التركيز عليه، والسماح لها من الجهات المختصة بمتابعة المشاريع التى تتم فى الدولة؛ حتى تكون العين الفاحصة لكل مرحلة من مراحل مشاريع الدولة، وتواكب العمل وتُبرز القائمين عليه وعلى أهم المعوقات ان وجدت.استخدمت كلمة "الكارثة" فى بداية المقال، لأن هناك من يحاول ابراز أى خطأ أو خلل فى الدولة بل والتركيز عليه؛ ليُحاول البعض التقليل من حجم الأعمال المنجزة فى الدولة، وقد يتم تدويلها والتأثير على مشاريع مستقبلية كبيرة بحجة واهية وصورة واحدة من الحدث قد يُستدل بها على ذلك، كما حدث فى حادث الانفجار فى المحطة المحاذية لمجمع اللاند مارك، ولكم أن تتخيّلوا لو أن غرق بعض الأنفاق تم فى فترة استضافة الدولة لكأس العالم 2022م، والتى من المتوقع أن تكون فى شتاء ذلك العام، وبوجود وسائل الاعلام المختلفة هنا، كيف ستكون الصورة المنقولة لمثل هذه الأمور لا سمح الله، هذا ما يجعلنى أقول أن اللجنة ستقوم بعملها على أكمل وجه وستتم محاسبة المقصرين، لأن الوقت الآن ما زال أمامنا فى العمل الجاد لتكون الدولة، وفى الفترة القليلة القادمة بإذن الله، جاهزة بأحدث الطرق الرئيسية والبنى التحتية والمشاريع الضخمة الخاصة بكأس العالم من جهة ومشاريع الدولة المستدامة لتنمية الوطن على أكمل وجه من جهة أخرى، وكم أتمنى لو تم انشاء لجنة دائمة مختصة لمشاريع البنية التحتية، تابعة لرئيس مجلس الوزراء وتتابع جميع الأعمال مرحلة تلو الأخرى، وتعمل أيضا على تقييم الوضع ومحاسبة المقصرين على تقصيرهم ان وُجِد، حفظ الله الوطن وقائده والقائمين والمقيمين عليه من كل سوء.