18 سبتمبر 2025
تسجيلينظر الكثيرون بالتقدير والإعجاب للدور الذي ظلت تلعبه دولة قطر ومساهمتها البارزة في إرساء قواعد السلم والأمن في المنطقة بما حققته من نجاحات مهمة في تطويق الكثير من الأزمات وإنهاء التوترات، لتصبح إنجازاتها في هذا الإطار علامات مضيئة في التاريخ. ويمكن الإشارة هنا على سبيل المثال لا الحصر إلى المصالحة بين الأطراف اللبنانية عام 2008، ووثيقة الدوحة لحل أزمة دارفور ، واتفاق المصالحة بين حماس وفتح عام 2011 في الدوحة، والوساطة القائمة بين دولة إريتريا وجمهورية جيبوتي وغيرها من الملفات الأخرى.ومع كل تلك الجهود التي جعلت من قطر دولة ذات وزن إقليمي بارز، فإن الدوحة لا تتوقف عند هذا الحد، بل تتعداه إلى الاهتمام بمد يد العون والمساعدة إلى جميع المحتاجين في بلدان العالم، دون استثناء، حيث يشكل البعد الإنساني جانباً مهماً وأساسياً من جوانب السياسة الخارجية لدولة قطر. وفي هذا السياق تبدو الدولة من خلال مؤسساتها الحكومية وجمعياتها الخيرية والمنظمات الإنسانية العاملة في قطر أحد المانحين الرئيسيين في المنطقة من خلال مبادرات كان لها صدى في كل أنحاء العالم مثل مبادرة "أيادي الخير نحو آسيا" ومبادرة "الفاخورة" ومبادرة "علّم طفلاً"، فضلا عن استجابتها السريعة إزاء الكوارث الطبيعية حول العالم، مثل فيضانات باكستان وزلزال هاييتي وتسونامي اليابان وإعصار كاترينا في أمريكا.ولا تزال دولة قطر تواصل مساعيها الإنسانية في دعم اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا، وتعمل في الوقت نفسه على تهيئة سبل الاستقرار في دارفور، فيما تنهض رايات مشروعاتها لمساعدة الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، سواء في عملية إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية أو في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. إن النماذج التي تقدمها قطر فيما يتصل بهذا الجانب إنما تمثل تعبيرا عن صدق تضامن الشعب القطري مع معاناة الإنسانية في العالم دون استثناء .