13 سبتمبر 2025
تسجيلالمحافظة على الأمانة شيمة أهل التقوى، والأبناء أمانة (كل أسرة) لابد وأن تتمتع بدرجة عالية من التقوى؛ كي تتمكن من المحافظة عليها هذه الأمانة، التي لابد وأن تتحمل مسؤوليتها منذ البداية مروراً بكل الظروف التي قُدرت لهم معاً، فهي الأمانة التي تتطلب منها رغبة حقيقية تحثها على تحمل المسؤولية، التي تحتاج لصبر كبير، وتحمل لا يُقدر بزمن، حيث ان الالتزام بمهمة المحافظة على هذه الأمانة يتطلب من الأسرة ضرورة متابعة الأبناء، واقتحام عالمهم الصغير، وهدم كل الحواجز التي يمكن أن تعوق التواصل بين هذه الأطراف المتلاحمة أصلاً؛ لأنها ومتى وُجدت لصار التواصل عقيماً، ولبدأت الأسرار بالظهور، ولتكونت الفجوة التي ستجبر الأسرة على الابتعاد عن الأبناء بشكل سيجعلهم يعيشون حياة منفردة لن يُعرف عنها أي شيء ما لم يجدوا من يقتحمها عليهم؛ ليلحق بما سيتمكن من اللحاق به قبل أن تنفلت الأمور، وتُفقد السيطرة عليها. إن ما يحتاجه الأبناء كشرط أساسي لابد وأن يتحقق؛ كي تمضي حياتهم نحو بر الأمان هو توفير الأمن لهم، حيث ان غيابه يوتر حضورهم، ويُربكه، فلا نجد منهم إلا التقصير الذي سيكون مفروضاً عليهم، خاصة بتلك الساعات التي لا يمكننا الوجود فيها معهم؛ لانتقال المسؤولية إلى جهات أخرى لها دورها في تكوين شخصياتهم أيضاً كالمدرسة، التي تتحمل الجزء الأكبر في ما يتعلق بتنشئة الأبناء من بعد أسرة البيت، التي تؤمن بقدراتها، وتضع كامل ثقتها بها وبإدارتها التي يتوجب عليها أن تتحلى بالصرامة الكافية التي ستُمكنها من الضبط والتحكم بمجريات الأمور التي تدور في ساحة المدرسة وبعيداً عن البيت، والتي قد تشهد التنمر الذي يهدد أمن الأبناء، ويلعب دوراً أساسياً في الشكل العام لهم مستقبلاً، وهو ما لن يُدرك منذ البداية ولكنه سيأخذ من الحياة زمناً قبل أن يكون؛ ليؤثر على حياتهم وعلى مستقبلهم وقدرتهم على العطاء ومد المجتمع بحاجاته التي كانت لتكون بأفضل حال إن تم المحافظة على أمن الأبناء منذ البداية. إن الحديث الذي امتد منذ الأسبوع الماضي عن التنمر، قد وصل بنا إلى مرحلة البحث عن الحلول التي يمكن أن توقفه عند حده وهو ما يحفزنا عليه الأمل بأن يكون كذلك، ولكن شريطة أن تكون تلك الحلول جديدة ونافعة وسارية المفعول (لا) أن تكون مستهلكة وعديمة النفع من الأصل، ولا شيء يميزها سوى أننا ننادي بها ونحرص على أن نفعل وإن لم تحقق لنا المراد منذ البداية، كما اعتدنا بأن يكون من قبل، فحقيقة الأمر أننا لا نستند هنا وإلى جدار الزاوية الثالثة على ما يمكن أن يسُاعد ولكن على ما سيساعدنا فعلاً، والوعد بأن ننصرف نحو ما سيوفر لنا ما نريده، من خلال التعرف على ما تفكرون به وما تعتقدون بأنه الأنسب لتقليص حجم هذه المشكلة التي تؤثر على الأبناء وتمتد منهم إلى كل من يهتم بهم، فإليكم ما هو لكم.