18 سبتمبر 2025
تسجيلهل انتهت جائحة كورونا؟ تُشير الإجراءات المُتبعة في أمريكا وأوروبا أن جائحة كورونا كوفيد -19 وسلالتها من الفيروسات المتحورة في طريقها إلى الانتهاء أو ربما التوجه للتعايش مع الفيروس كحال باقي الامراض العادية، فقد رفعت معظم الدول القيود الاحترازية من الالتزام بالكمامات والحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وغيره وجعلت تلك الإجراءات خيارا شخصيا ومسؤولية تقع على الفرد نفسه، بل حتى من يُصاب بالفيروس يمكنه عزل نفسه أياما معدودة ومن ثم يعود لعمله ونشاطاته اليومية كحال الإنفلونزا الموسمية العادية، بعد أن عاش العالم عامين من الخوف والقلق من هذا الفيروس الوحش الذي حَصد أرواحًا كثيرة خاصة من كبار السن وكأنه كان يقصدهم ربما ليخفف العبء على بعض الدول التي تتحمل مصاريفهم وتعتقد بأنهم غير منتجين للبلد!. وبعد أن حَصَد أرواح المرضى ببعض الامراض المزمنة والذين يحتاجون إلى عناية فائقة ويكلفون بعض الدول أكثر من طاقتها!. بعد أن بَث الرعب في قلوب الناس وغيّر عاداتهم جعلهم أكثر ميلاً للوحدة والتوجس من الآخرين والتعامل معهم وكأنهم مرضى أو حاملون للفيروس فبالتالي فَضّل البعض الانعزال عن الآخرين وتقوقع على نفسه ليحمي نفسه من خطر الإصابة!. رُفعت القيود العالمية بعد فرض التطعيمات التي لم تأخذ وقتها في الدراسات والابحاث المطلوبة وتهافتت دول العالم على توفير اللقاحات لمواطنيها بل وفُرضت قيود على من لا يخضع للتطعيم وحرمانه من ممارسة حياته الطبيعية مما أثر في شريحة كبرى ففضلت أخذ اللقاح الذي بدأت تظهر بعض أعراضه الجانبية على البعض!. تعود الحياة الطبيعية لمعظم دول العالم بعد أن تأثر الاقتصاد العالمي وخسرت كثير من المشاريع الصغيرة، في حين انتعش سوق الأدوات الصحية من كمامات وقفازات ومعقمات وملابس وقاية وغيرها، وانتعشت شركات الادوية لاختراع لقاحات ضد الفيروس الذي لم تؤثر فيه كل أنواع اللقاحات واصاب حتى المُلقحين بالجرعات الثلاث وتفاوتت اعراض المرض لديهم كل حسب مناعته، كما انتعش سوق اجهزة الفحص سواء المخبري أو المنزلي والذي تهافت الجميع على اقتناء المئات منه ليتمكن من إجراء الفحص لنفسه والتأكد من سلامته بل أصبح لدى البعض هاجس من المرض لدرجة إجراء الفحوصات بشكل يومي!. كشفت جائحة كورونا الخلل في القطاعات الصحية في كل الدول وسياسة التعامل مع الجائحة وان اجتمعت على معظم إجراءات البروتوكول في التعامل معها إلا أن كل دولة اتبعت سياسة خاصة بها وفقاً لنظامها الصحي ورؤية الحكومة ومتطلبات الشعب وطبيعة البلد!. استفادت الفنادق من الجائحة بعد أن تم فرض حجر المرضى فيها خلال اشتداد الجائحة وارتفعت أسعار تذاكر الطيران نتيجة خسارة بعض شركات الطيران الاخرى ولم تكن هي الوحيدة التي رفعت أسعارها بل بشكل عام ارتفعت الاسعار في الوقت الذي خَسر كثير من الموظفين أعمالهم وربما يواجهون مشكلات في الحصول على عمل إلى الآن!. فوضى عارمة عشناها خلال العامين الماضيين وتصدرت الاخبار الصحية وأرقام إصابات ووفيات فيروس كورونا وسائل الاعلام وحديث العامة، وكانت الانظار متجهة نحو منظمة الصحة العالمية وقراراتها المتحكمة في العالم، وبعد كل التضييق وكل التهويل ها هي تُنذر بقرب انتهاء الجائحة وضرورة عودة الحياة لطبيعتها ولم تعد كل الاجراءات إلزامية، وان كوفيد -19 وسلسلة المتحورات التي أنتجتها فيروسات عادية ويمكن التعايش معها وأنها ليست بتلك الخطورة التي كانت عليه سابقاً!. فما هي قصة جائحة فيروس كورونا! وما هي مسبباتها ودوافعها وكيف نشأت وكيف انتهت؟، ستبقى الإجابات سراً وربما ستكشفها الأجيال القادمة! [email protected] @AmalAbdulmalik