04 نوفمبر 2025
تسجيليبدو أنَّ جهازَ المخابراتِ الإماراتيِّ يديره حمقى لا يفهمونَ الدورَ الكبيرَ له في السياسةِ الخارجيةِ للدولة. ويشاركهم في الحماقةِ وزارةُ الخارجيةِ التي تفتقدُ لدبلوماسيينَ قادرينَ على التعاملِ معَ الدولِ والشعوبِ بطريقةٍ تجمعُ لدولتهم الحلفاءَ والأنصارَ. وهذانِ الأمرانِ يجعلاننا نثقُ بحتميةِ انتهاءِ الأوهامِ الإمبراطوريةِ لإمارةِ دحلانَ الظبيانيةِ بطريقةٍ مأساويةٍ إذا لم يقمِ العقلاءُ من حكامِ الإماراتِ ومفكريها بإلزامِ غلمانِ دحلانَ بالخضوعِ لعلاجٍ نفسيٍّ يشفيهم من غرورهم وارتمائهم في الأحضانِ الصهيونيةِ. فقد ارتكبتْ إمارةُ دحلانَ حماقتينِ عظيمتينِ تجعلاننا نتعاملُ معها كرئيسةِ عصابةٍ من الدرجةِ العاشرةِ، وليس كنظامٍ سياسيٍّ راشدٍ عاقلٍ، حين قامتْ بمحوِ قطرَ من خريطةٍ للخليجِ العربيِّ، وبضمِّ جزءٍ من أراضي سلطنةِ عمانَ للإماراتِ في خريطةٍ أخرى، وكأنها تعلنُ عداءها وتهديدها الوجوديَّ للبلدينِ، وتنبهنا، قطريينَ وعمانيينَ، لوجوبِ الإعدادِ الدائمِ للتعاملِ الحازمِ مع تهديداتها بكلِّ الوسائلِ المشروعةِ بهدفِ ردعِ عدوانها المحتملِ، والحفاظِ على بلدينا، دولةً وشعباً ونظاماً سياسياً. ولعلَّ الخطوةَ الأولى في إعدادنا هي فضحُ حماقاتها وخطاياها كما سنفعلُ في النقاطِ التاليةِ: 1) استهدافَ سموِّ الأميرِ المفدى: فمنذُ اللحظةِ الأولى للحصارِ تبينَ للجميعِ أنَّ جهازَ المخابراتِ الإماراتيِّ لا يتمتعُ بالقدرةِ على جمعِ المعلوماتِ، و لا على صناعةِ الحالةِ الإعلاميةِ التي تخدمُ سياساتِ بلاده العدوانيةَ. فلو كان هذا الجهازُ ذا فاعليةٍ لاستطاعَ تزويدَ حكامِ إمارةِ دحلانَ الظبيانيةِ بمعلوماتٍ صحيحةٍ عن المكانةِ الرفيعةِ في قلوبِ الشعبِ القطريِّ لسموِّ الأميرِ المفدى، وسموِّ الأميرِ الوالدِ، ولنصحوهم أنْ يتجنبوا المسَّ بهما، لأنَّ القطريينَ يدركونَ أنَّ نهضةَ بلادهم، وما يتمتعونَ به من احترامٍ وتقديرٍ داخلها وخارجها، وما ينعمونَ به من رفاهٍ وحرياتٍ في التفكيرِ والتعبيرِ، هي نتائجُ للرؤيةِ الوطنيةِ المتقدمةِ التي زرعَ بذورها سموُّ الأميرِ الوالدِ، ونمتْ وأثمرتْ في عهدِ سموِّ الأميرِ المفدى. لذلك، التفَّ شعبنا حول قامةِ تميم المجدِ، وصارتْ قلوبنا دروعاً تصدُّ سهامَ الحقدِ والانحطاطِ الأخلاقيِّ التي استهدفه بها المحاصرونَ، فانهارتِ الموجة الأولى للخطةِ البائسةِ للإماراتِ بفضلِ غباءِ مخابراتها. 2) استعداءَ سلطنةِ عمان: من المعلومِ أنَّ للإماراتِ مطامعَ في عمانَ سعتْ وتسعى جاهدةً لتحقيقها بطريقتينِ: الأولى، القيامُ بانقلابٍ يضعفُ قدرةَ مسقط على الحفاظِ على وحدةِ أراضي السلطنةِ. والثاني، تقسيمُ اليمنِ واحتلالِ شطره الجنوبيِّ لمحاصرةِ عمانَ برياً. بحيث تتمكنُ إمارةُ دحلانَ من الاستيلاءِ على محافظةِ مسندم تمهيداً للتحكمِ في مضيقِ باب المندب. وهذا أمرٌ يعرفه العمانيونَ جيداً، ويستعدونَ لمواجهته منذُ عقودٍ. وحينَ يتمُّ الإعلانُ عن تلك المطامعِ بفجاجةٍ فإننا ندرك أنَّ المسؤولينَ بوزارةِ الخارجيةِ الإماراتيةِ يعانونَ قصوراً في قدراتهم على التخطيطِ السليمِ لسياسةِ الدولةِ الخارجيةِ، وخللاً في تفكيرهم الاستراتيجيِّ، حين لا ينصحونَ غلمانَ دحلانَ على الكفِّ عن استثارةِ دولِ الجوارِ كقطر وعمان القادرتينِ بقدراتهما العسكريةِ الذاتيةِ وتحالفاتهما الدوليةِ على ردعِ العدوانِ، وتبديدِ أحلامِ المعتدينَ. 3) احتقارُ الشعوبِ العربيةِ: فالإماراتُ تتعاملُ مع أبناءِ الشعوبِ العربيةِ بفوقيةٍ زائفةٍ، وعنصريةٍ مخزيةٍ، وتعتقدُ أنها قادرةٌ دائماً على شراءِ ذممهم بحيثُ يقبلونَ بالعمالةِ لها وخيانةِ أوطانهم، وتنظرُ إليهم على أنهم أدواتٌ بلا إرادةٍ وكرامةٍ وثقافةٍ ووعيٍ، مما جعلَ العداءَ يتصاعدُ في صفوفهم ضدها، وصارتِ البلادُ التي أحبها العربُ حباً في زايد الخيرِ، رحمه الله، مكروهةً بفضلِ حماقاتِ وسفاهةِ أبنائه. وبالطبعِ، فإنَّ هذا التعاملَ المقززَ هو نتيجةٌ للغباءِ في التخطيطِ الاستراتيجيِّ، وانحطاطٍ في فهمِ علمِ الاجتماعِ السياسيِّ، مما يجعلُ منه خطيئةً عظمى لم يحسب غلمانُ دحلانَ حساباً لعواقبها، ويجعلنا واثقينَ بأنَّ مخططاتهم ستفشلُ لأنها مرفوضةٌ من الشعوبِ أولاً، ومن الأنظمةِ السياسيةِ ثانياً. كلمةٌ أخيرةٌ: إنَ كانَ من نجاحٍ يُذكرُ لإمارةِ الخرابِ فإنه نجاحها في اغتيالِ مجلسِ التعاونِ الذي ينبغي علينا تعزيةُ شعوبنا العربيةِ الخليجيةِ بوفاته ووفاةِ الحلمِ الخليجيِّ الرائعِ الذي عشناه طوال عقودٍ قبل قيامِ الغلمانِ بتبديده.