11 سبتمبر 2025

تسجيل

خير ما ستلقاه في النهاية بيد ما سيكون منك في البداية

30 يناير 2016

كثيرة هي تلك اللحظات التي يتسرب فيها إلينا الملل، فنرغب في التوقف عن العمل، وأخذ إجازة طويلة، نتحرر فيها من المهام؛ كي نرتاح من همومها، ونُفسح المجال أمام أشياء أخرى جديدة نريد التعرف عليها في سبيل القضاء على ذاك الإحساس القاتل الذي يلتف من حول الرقاب حين تتملكنا الرتابة، وتتوعد بتغيير حياتنا للأسوأ، ولعله ما نميل إليه ويكون دون وعي منا؛ تلبية لنداء يأتي من الداخل، ويُطالبنا بإحداث التغييرات القادرة على جعل الحياة أجمل، فنتفق على فسح المجال لها كي تكون، وإن اختلفنا على التوقيت الذي سنسمح فيه بذلك، وهو ما لا يهم، فما يهم فعلاً هو أن يحدث ما نريده؛ كي نخرج بجديد سنتعرف من خلاله على حجم الطاقات التي نتمتع بها؛ لنزيد من قوة العطاء، فنعطي أكثر وبإبداع أكبر ونحن نستمتع بذلك بحكم أنه الهدف الأساسي الذي تسعى إليه القلوب الراقية والعقول الواعية، فهل هناك من يتفق معي على هذه الحقيقة؟أحبتي: إن الإجابة عن ذاك السؤال الذي سبق لي وأن طرحته عليكم آنفاً، هو شأن خاص، لن أميل إليه، فما أريده هو التحدث في الشأن العام وللعامة، وعليه إليكم التالي: لاشك أن المداومة على فعل ذات الأمور تولد ضيقاً لا حد له، يسهل التظاهر بقدرتنا على تجاوزه، ولكن متابعة تلك التمثيلية ليست بالأمر الهين بتاتاً؛ لأنها ستستنزف كامل طاقاتنا وإن كنا من أصحاب النفس الطويل؛ لذا يجدر بنا التفكير بحلول جدية، أو ابتكارات أخرى جديدة تُسهل تلك المهمة، التي سنتجنب معها مواصلة ما قد سئمنا منه، وشعرنا معه بالعجز، كتحديد ما نريده، ثم وضع الخطط المناسبة والقادرة على تقليص المسافات التي تفصلنا عما نريد، ومن بعد ذلك اعتماد سياسة تغيير الخطط الفرعية حتى تتوافق وتتأقلم مع الظروف، فهي الخطوة التي ستجنبنا الارتطام بواقع صلب سيضيع معه الصبر، وستذبل الطاقات التي نمتلكها ما لم نتدارك الوضع منذ البداية، والحق أن كل ما سنواجهه في محطات لاحقة من الحياة يعتمد على البدايات، التي كانت منا، وكان من الأفضل لو أننا طرقنا أبوابها بشكل صحيح؛ تفادياً للمشاكل التي ومن الممكن أن نتعرض لها فيما بعد، فهي تلك البدايات ما تحمل مفاتيح النجاح معها وتحتاج منا التعرف عليها كما يجب؛ كي نحصل على ما نريد وبجدارة، والحق أنها حقيقة لن تُخلف بوعدها بمعنى أننا وإن التزمنا بها فستلتزم وفي المقابل بما عليها، غير أن منا من لا يدركها كما يجب، وتغيب عن ذهنه هو وأقرانه كل الوقت؛ لذا نجد منهم تخبطاً تتحكم به رغبتهم بابتلاع المسافات وبشكلٍ غير مدروس؛ في سبيل بلوغ الهدف في أسرع وقت ممكن، ومن وجهة نظري أنه الخطأ الذي لن يدفع صاحبنا ثمنه وحده، ولكنه ما سيكون ضمن فاتورة سيدفعها غيره (لا) لذنب سواه التقليل من شأن البدايات الصحيحة، والتي يجدر بها أن تكون؛ كي يكون كل شيء على ما يرام، ولكن لغيابها عنه وحرصه على تلبية نداء العجلة نجده يخرج بنتائج مريضة ستصبح معها الحياة كذلك، ولن يُحدد ما سيتبقى لها من عمر؛ لتعيشه سواها تلك المعالجة التي ستكون منا حين نقرر فعل ذلك، فهل هو ما سنسعى إليه؟ من جديد ما سيكون من إجابة هو شأن خاص، نرغب بالتعرف عليه من خلال خبراتكم وتجاربكم، التي تضيء هذه الصفحة المخلصة للجميع.من همسات الزاويةأنت أساس الحياة التي تعيشها، وبلوغ الأهداف التي تسعى إليها يعتمد عليك وحدك؛ لذا اجتهد في عملك، ولتكن البداية تحديد ما تريده ضمن (تصور) يليق بما تمتلكه من جهود، وتتمتع به من طاقات ستُميزك وبإذن الله تعالى.