16 سبتمبر 2025
تسجيلالفاجعةُ هي الوَصْفُ الـمُناسبُ لحالِ النادي العربي الذي صارَ الحديثُ عنه أوجاعاً تعتصرُ قلوبَ العرباويين وهُـمْ يشهدونَ تَصَـدُّعَ القلعةِ الحمراء، وانهيار فريقِ الأحلام، ولا يرون ولو سراب اهتمامٍ منَ الإدارةِ لإصلاح الـمَـسارِ.يومان فقط، يفصلان بين هزيمتين ثقيلتين للفريقِ، وكانت إقالةُ شتيلكة والاستغناء عن سيد عدنان هما الحلُّ الذي توصلتْ إليه الإدارةُ، وكأننا نتابعُ فصولا مسرحية هَزلية ذات إخراجٍ سيئ، وبلا مضمونٍ أو غايةٍ. ورغم مطالبات العرباويين والـمُحللين والإعلاميين الرياضيين، تستمر المسرحية ويزداد سوؤها فصلاً بعد آخر.لم يَـعُـدْ مَقبولاً تحميلُ الـمسؤوليةِ إلا لإدارةِ العربي عن هذا التراجعِ الهائلِ والإخفاقاتِ التي لم تُـرَ في أشدِّ الكوابيسِ الكرويةِ هَـوْلاً. ولم يَـعُدْ لائقاً أنْ يصمتَ العرباويُّـونَ عن عدمِ استماعِ الإدارة لـمَطالبِـهِـم بوجوبِ التغييرِ الجَـذْرِيِّ للفريقِ الذي لا أدري كيف يحملُ اسمَ النادي الكبيرِ وهو غيرُ جديرٍ بهذا الشرف، ولكننا، أيضاً، لا نلومُ اللاعبين فالـمُشكلةُ في الإدارةِ، ونُحَـمِّلُـها نتيجةَ سياساتِـها غيرِ الـمدروسةِ التي أوصلتْ الناديَ إلى الحضيض.هل يُعقلُ أنْ يُهزمَ العربيُّ بخمسةِ أهدافٍ أمامَ لخويا يومَ السبتِ، ثم ترتفعُ النتيجةُ لتُصبحَ خسارةً بستةِ أهدافٍ أمام الأهلي يومَ الثلاثاء؟ هذه مأساةٌ تستنزفُ الرصيدَ الجماهيريَّ للعربيِّ، ولا حلَّ مناسباً إلا بالبدءِ من جذورِ الـمُشكلةِ الـمتمثلةِ في الإدارة التي تتخذُ القرارَ الـمناسبَ بعد فواتِ الأوان، رغم أنَّ الـمُطالباتِ سبقتِ اتخاذَهُ ولم يُؤخَـذْ بها في حينها.الغريبُ أنَّ إقالةَ الـمُدرب، تمَّتِ الـمُطالبةُ بها مراراً، لكنها جاءت في توقيتٍ غيرِ مناسبٍ، وبصورةٍ جعلتِ الفريقَ تحت ضغوطٍ نفسيةٍ هائلةٍ، ولا ندري ماذا يمكنُ للمدربِ الجديدِ أنْ يفعلَ لإخراج اللاعبين من الحالة النفسية السيئة قبلَ لقاء الخور بعد يومين. وكذلك الحال مع الاستغناء عن سيد عدنان الذي أشرنا سابقاً إلى أدائه السيئ وعدم قدرتِـه في قيادةِ الدفاع العرباوي.لو ظلَّتْ معظمُ إداراتِ أنديتِـنا تُلقي باللوم على الـمدربين في إخفاقاتها، فإننا نتمنى لو تمَّ الأخذُ بإنشاء لجانٍ فنيةٍ لتقييم أدائهم، بحيث تكون صلة الوصل بين الـمدرب والإدارة، وتقوم بإعداد الخطط الكفيلة بمعالجة أخطائهم، وتبيين مدى كفاءاتهم وجدارتهم بتدريب الفرق.كلمةٌ أخيرةٌ: بعضُ الأمراضِ لا ينفعُ في علاجِـها إلا الجراحةُ، وقيلَ قديماً: آخرُ الدواءِ الكي.