12 سبتمبر 2025

تسجيل

المتسلقين الجدران العالية والجبال المرتفعة

30 يناير 2013

يغامر المتسلقون المهوسون بجنون المغامرة لتجربة الصعود الخطر وتحدي الطبيعة بالمخاطرة، وعند تحقيق الغاية والوصول يشعرون بلذة فريدة، فالصعود إلى القمة دائماً جميل ومغر! لماذا يفعلون ذلك! لماذا يعرضون أنفسهم للخطر؟! من أجل ماذا يضحون بسلامتهم وراحتهم بين أهليهم؟! أتوقع أن لدى هؤلاء طاقات عالية وقدرات مرتفعة تحتاج إلى التفريغ ونفسيات تريد اثبات ذاتها فهم يسعون دائماً لكسر الحواجز النفسية في داخلهم أولاً ومن حولهم ثانياً وبالتأكيد ومع خطورة ما يقومون به إلا أن ما يقومون به مميز ويستحق الاهتمام! ولكن ماذا عن المتسلقين الآخرين الذين يعيشون بيننا متخفين تحت ظل الهدوء والحركة الطبيعية لأي انسان بحيث أنك لا تستطيع تمييزهم أو معرفتهم إلا بموقف مفاجئ أو صادم! فجأة يصعدون وفجأة يتغير تاريخهم ويصبحون ذوي مناصب! هؤلاء يخيفونك لأنهم لا يشبهون النوع الأول في وضوح أهدافهم وإن تشابهوا في الطموح والذكاء ولكن نوايا كل ذلك مختلف تمام لأن أهدافهم أبسط وأسهل من الوصول إلى قمة جبل! فالكراسي الوثيرة والمناصب المميزة والحسابات المرتفعة هي أهدافهم وهي لا تحتاج إلى التعرض للموت من أجل الوصول إليها لأنها أسهل ولكنها تحتاج إلى ذكاء أكثر وفهلوة سلوكية ولغوية حتى يصلوا إلى ما يريدون وطبعاً إلى كم من الحيل والأقاويل والشائعات والأكاذيب! هؤلاء تخاف منهم بل يجب أن تحذر منهم لأنهم يبيحون لأنفسهم استخدام جميع الوسائل للحصول على مبتغاهم على حسابك وحساب الآخرين. فهم يتزلفون ويتملقون ويتقربون من المسئولين وأرباب العمل على أنهم الأفضل والأكثر إخلاصاً، يعرفون كيف يستميلون العقول التي تبحث عن المخلصين الجديين في العمل وهم لا يدخرون جهداً لإثبات أنهم جديرون بذلك. إن علم النفس يعرّف الوصولي بالشخص الذي يضع نفسه في المقدّمة من دون تردد أو خجل أو شعور بالذنب، وهو الذي يحرص على عدم التراجع مهما كانت العواقب، ويقدم على فعل أي شيء من دون أن يردعه رادع، لا يهتم الوصولي بالعمل الجماعي، وهو يضع نصب عينيه استمالة المدير من دون غيره أو المسؤول معتبراً دائماً أن الغاية تبرر الوسيلة! وهم موجودون في كل مكان حولك تجدهم في الثقافة وفي الفن والسياسة والدوائر الحكومية يظهرون لك دائماً وعليك فقط أن تحاول اكتشافهم، قد لا تكون ذكياً بقدرهم وربما تكون كذلك ولكنك لا تمتلك ذكاءهم القذر اللئيم لأنك انسان بسيط ومسالم تعمل بقدر ما تستطيع وتتعامل كما تحب أن تعامل. يا ترى كم من هؤلاء المرتزقة بيننا؟ وكم داسوا على طريقهم من أسماء ومجتهدين وطيروهم عن أعمالهم وأفسدوا حياتهم! أتعلمون أين الألم عندما يكون ذلك ممن لا يتحدثون لكنتك ولا لغتك يأتون غرباء ويأخذون كل ما هو لك! قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. يؤلمني عجز المخلصين عن الدفاع عن أنفسهم ضد مكر هؤلاء ويؤلمني أكثر أن تسلب حقوقهم ويركنوا إلى الرفوف حتى أجل مسمى!