أوضاع إنسانية كارثية في فلسطين

لا يزال الضمير الإنساني غائبا، ووصمة العار تلطخ جبين المجتمع الدولي وهو يصم آذانه عن التحذيرات المتكررة من العاملين في المجال الإنساني الذين يشكون من ازدياد صعوبة تقديم المساعدات للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، مع استمرار العدوان الاسرائيلي منذ السابع من اكتوبر الماضي، والقصف العنيف من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء قطاع غزة، الأمر الذي يعرقل عمل فرق الإغاثة. لقد بلغت الأوضاع الإنسانية للنازحين مستويات كارثية تفوق الوصف، حيث يفتقر أكثر من 1.9 مليون نازح للماء والطعام والدواء، مع التحذيرات الدولية من أن قطاع غزة يواجه خطر الجوع الحاد في جميع مناطقه التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من الخطر الكبير الذي يواجه سكان غزة، ويقوض قدرة العاملين في المجال الإنساني على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة ومن الجوع الحاد. وفي ظل هذا الواقع المأساوي، لا تدخر دولة قطر جهدا في سبيل التوصل لوقف دائم لإطلاق النار وانهاء الحرب، وهي تعبر عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني والكارثي في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، تواصل إرسال المزيد من المساعدات يوميا، عبر جسر جوي لا يتوقف، انطلاقا من واجبها الأخلاقي والإنساني، وذلك في إطار مساندتها للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يتعرض لها حاليا. إن دولة قطر تدرك أن الأهم حاليا هو وقف الحرب في غزة، وهي تعمل بلا كلل مع شركائها في دعم جهود وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين، وتحقيق المزيد من التقدم البنّاء في خفض التصعيد، وصولاً إلى الوقف التام لإطلاق النار، والتصدي للأزمة الإنسانية، والإفراج عن جميع الأسرى خاصة المدنيين رغم وجود الكثير من التعقيدات.