اليمن .. كارثة إنسانية

بات المجتمع الدولي ومنظماته أمام مسؤولية كبيرة، إزاء الوضع في اليمن، فلابد من اتخاذ مواقف صارمة تجاه جرائم الحرب التي ترتكبها مليشيا الانقلاب الحوثي باستهداف المدنيين، والمرافق الحيوية، في ظل نفاد الأدوية والأكسجين في المستشفيات، فضلا عن عرقلة توزيع المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية، وسدها للمنافذ في مدينة تعز، حيث بات الوضع "كارثيا"، هذا الوضع يحرم السكان من أبسط الحقوق الإنسانية، والرعاية الأولية، فمن لم يمت بنيران الحوثي مات من قلة الأدوية والرعاية الصحية، في وضع لا يمكن تصوره، كما تعرض الأهالي لحصار خانق ومصادرة مقتنياتهم الشخصية. التحذير الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية، عن الكارثة الإنسانية في اليمن، ينبغي التعامل معه بكل جدية، واتخاذ كافة التدابير، لإيصال المساعدات الإنسانية، وأن ينهض مجلس الأمن الدولي بواجباته بما في ذلك الاستناد إلى الفصل السابع، خاصة أن الحوثي لا يزال ينتهك الهدنة ويقتل الأبرياء، وباتت الحالة تهدد السلم والأمن الدوليين. في ظل هذه الوضع المعقد، فإن الانتصارات التي تحققها المقاومة الشعبية المسنودة بالتحالف العربي، تؤشر إلى أن هزيمة الحوثي باتت أقرب من اي وقت مضى، فالتقدم على الأرض في محافظة الجوف باتجاه صعدة معقل جماعة الحوثي، هو الخطوة الحاسمة لتحرير العاصمة صنعاء لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية. مطلوب من المجتمع الدولي القيام بواجبه لوقف الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين ومساندة الشرعية في جهودها لاستعادة استقرار ووحدة اليمن.