19 سبتمبر 2025

تسجيل

تعجيل إعمار غزة ضرورة إنسانية

29 ديسمبر 2014

باتت قضية إعادة إعمارغزة مطلبًا إنسانيًا ملحًا؛ لاستيعاب الآلاف من الذين شردتهم ثلاث حروب مجنونة شنتها إسرائيل على القطاع خلال العامين الأخيرين، والتي كان آخرها عملية "الجرف الصادم" التي شنها الاحتلال في يوليوالماضي.فلم يعد أمام المسؤولين، وخاصة داخل السلطة الفلسطينية سوى الإسراع والتعجيل باتخاذ خطوات ميدانية فاعلة، تحترم آلام وعذابات هؤلاء المشردين وضحايا تلك الحروب من سكان غزة، ولعل الزيارة التي سيقوم بها اليوم إلى القطاع وفد حكومة التوافق تشكل بادرة طيبة وخير للبدء فى تنفيذ خطط الإعمار، وهنا لابد وأن نشير إلى المبادرة القطرية في هذا المجال، حيث تعهدت الدوحة خلال مؤتمرالمانحين الذي عقد بالقاهرة في أكتوبرالماضي بتقديم مليار دولار من بين خمسة مليارات و 400 مليون دولار حصيلة المؤتمر..وهي تعهدات تستحق الإشادة لما تمثله من ضمانات مهمة لانطلاق عملية إعادة الإعمار. ونحسب أن الأجواء في غزة اليوم باتت مواتية عن ذي قبل لبدء الإعمار بعيدا عن الأعذار الأمنية، كما أن هناك مستجدات إقليمية سوف تسهم في الإسراع بالبدء بتنفيذ برامج إعادة الإعمار، ونعني بها تلك الأجواء الإيجابية والدافئة التي راحت تخيم على علاقات الدوحة والقاهرة بعد شهور من "الفتور والجمود" سببتها اختلافات في الرؤى بين مصر وقطر؛ سرعان ما بدأت تنقشع سحبها من سماوات البلدين الشقيقين، إيذانا بعودة الأمور إلى طبيعتها وأصلها التاريخي والحتمى، فلا شك أن التقارب بين الدول العربية وتجاوز الاختلافات الطارئة بينها من شأنه أن يعزز وحدة الصف العربى ويصب بالتالي في مصلحة القضية الفلسطينية بصفة عامة ؛ ويخرجها من دوائر المحاور.ومن هنا، كان ترحيب القيادي في حركة (حماس) محمود الزهار بأجواء المصالحة القطرية المصرية، نافيا وجود أية ضغوط قطرية على حركته بعد تلك المصالحة، مؤكدا أنه ليست هناك أي ضغوط من قطرعلى حركته؛ أو تهديدات بوقف الدعم عنها بهدف تغييرسياستها تجاه مصر، وتساءل الزهارأن مصر رسميا نفت تدخل حماس في شأنها الداخلي، أوتعرضها لأمنها القومي، ولم تتعرض لها في إعلامها، فما هو الباقي حتى تغير حماس سياستها تجاه مصر.. فالحكومة المصرية لم توجه لنا أي اتهامات، وما يبث في بعض وسائل الإعلام ليس له قيمة".