12 سبتمبر 2025
تسجيلإنجاز جديد يضاف إلى سجل إنجازات وطني قطر على صعيد الإنسانية، ها هي قطر تتقدم الصفوف لكي تعلن عن الهدنة التي انتظرناها طويلا وانتظرتها غزة لكي تعود للحياة من جديد. مع بدء سريان الهدنة التي تمت بجهود حثيثة من قطر، جعلها الله هدنة مباركة ميمونة، وبنجاح، لا سيما الدور القطري البارز في هذه الهدنة، والتي كانت تسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية، بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية. وإن كانت هذه الهدنة بشروط المقاومة «حركة حماس»، وتسمح بالتقاط الأنفاس للفلسطينيين المدنيين وإعادة ترتيب الأوراق، والحياة بعد كل هذا الدمار. إلى جانب ذلك خفض التصعيد وحقن دماء الفلسطينيين وحماية المدنيين، بعد تفجر الأوضاع في غزة وتوقف الحياة في المستشفيات والمدارس والجامعات، وتوقف كل شيء ماعدا آلة القتل. هدنة يتم فيها تبادل للأسرى بعد أن ارتوت الأرض بدماء 14 ألف شهيد. وعلى كل حال فمن الأرجح أن الهدنة توافق الطرفين وليس طرفاً واحداً. على الجانب الفلسطيني هي هدنة إنسانية تعيشها غزة ليعودوا لتفقد دمار منازلهم، وبعد أسابيع من الهجمات المتكررة والقصف الوحشي، على المساجد وانقطاع الكهرباء والماء والوقود والغذاء يستغل فيها النازحون تفقد عائلاتهم وشهدائهم. بلا شك إنها هدنة بطعم الهزيمة لإسرائيل، برغم العدوان الهمجي والوحشي بذريعة أن «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، وسرعان ما انقلب السحر على الساحر وانقلب الرأي العام العالمي على إسرائيل». من جانب آخر لأن حكومة العدو الإسرائيلي تتعرض للضغوط من أجل الإفراج عن الأسرى من قبل عائلاتهم، أضف لذلك لم يعد يخفى على إسرائيل وحلفائها الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها يومياً لاسيما أن مسألة إطالة مدة الحرب ليس من صالح إسرائيل أبدا، لذلك تجد أنها مرغمة على قبول الهدنة لإيقاف كل هذه الخسائر التي لم يقتصر الأمر فيها على الفشل في الجانب العسكري والإنساني والسياسي. بعدما كانت إسرائيل تعد نفسها أمام العالم القوة التي لا تقهر، ورابع أقوى جيش في العالم، هناك العديد من التساؤلات تفرض نفسها منها: ما الذي تعنيه هذه الهدنة بالنسبة لغزة؟ وهل هناك مكاسب من هذه الهدنة للمقاومة؟ في هذه الهدنة تتكشف غزة لأهلها ويعودون صفاً مع بعض المدنيين وحركة المقاومة حماس، لكن على أرض الواقع وتجاه ما يجري في غزة يجب لهذه الوحشية أن تتوقف، وهذه الهدنة تمنح الفرصة لكل الأطراف، وأيضا بعض الدول من حول العالم لإيجاد حل للنزاع العسكري وللقضية الفلسطينية، برغم عدم تكافؤ القوى. لا نخفي فرحتنا بالإفراج عن الأسرى من المحررات، والأطفال وكل من هؤلاء له قصة يرويها عن اعتقاله وكيف استمر في الأسر. إن صمود وتكاتف أهل غزة البطولي ووقوفهم مع المقاومة جعلهم صفاً واحداً، أمام كل ما يواجهون في هذا القطاع محدود المساحة، وأعطى مفهوماً مغايراً عن كل ما سبق من الحروب. ومع تمديد الهدنة مرة أخرى ليومين إضافيين في غزة مقابل الإفراج المتبادل للأسرى والمحتجزين، بالإضافة إلى وقف العمليات العسكرية مؤقتاً، حقيقة لا يمكن تجاوزها لا ننكر الدور التي تقوم به قطر وأفخر كل الفخر بما تقوم به قيادتنا الحكيمة متمثلة بسمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من جهود دبلوماسية من أجل إيقاف قتل المدنيين الفلسطينيين. وكما قال معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «نأمل أن يفضي اتفاق الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة».. عساها تكون هدنة حرب مدى الحياة في فلسطين. كل هذا وبيني وبينكم.