صاحبة السمو وحماية التعليم في مناطق النزاعات

جاءت كلمة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، خلال افتتاح فعاليات النسخة الـ11 للقمة العالمية للابتكار في التعليم «وايز»، لتعكس اهتمام سموها البالغ بالحق في التعليم وحماية التعليم في مناطق النزاعات، حيث كان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والقصف والتدمير الذي تعرضت له المنشآت التعليمية في القطاع، ومن بينها 36 مدرسة وجامعة يدعمها برنامج الفاخورة، في قلب كلمة سموها التي أشارت فيها إلى أنه ومع تدمير كل مدرسة أو جامعة، ومع حرمان كل طفل من التعليم بسبب العنف، نفقد ركيزة من ركائز بناء المستقبل. لقد أطلقت صاحبة السمو برنامج «الفاخورة» في عام 2009، في اطار مبادراتها والتزامها بالدفاع عن الحق بحماية التعليم في مناطق النزاعات واعتبار التعليم لبنة أساسية في مساعدة المجتمعات على التعافي من تداعيات القتال، حيث يوفر برنامج الفاخورة كل ما يتعلق بالعملية التعليمية من تدريس وتدريب إلى بناء مدارس وجامعات وابتعاثات علمية لتخصصات دقيقة غير متوفرة في قطاع غزة، فضلا عن توفير الدعم النفسي والاجتماعي الذي فرضته ظروف الحروب المستمرة. لم تدخر صاحبة السمو جهدا على الصعيد الدولي، فيما يتعلق التزامها الثابت ازاء التعليم، فقد كانت سموها وراء صدور قرار بالاجماع من الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن «الحق في التعليم في حالات الطوارئ»، وهو القرار الذي يؤكد على حق الإنسان في التعليم والوصول إليه خلال الأزمات والصراعات ويحث الدول على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي باحترام المدنيين والأهداف المدنية وعدم مهاجمة المعلمين والطلاب ومرافق التعليم. ولعل أبرز هذه الجهود هو اعتماد اقتراحها بتخصيص التاسع من سبتمبر يوما عالميا لحماية التعليم من الهجمات. إن استهداف التعليم في كل مرة، يعني تراجع المجتمع الدولي أكثر من خطوة إلى الوراء في جهوده لحماية التعليم، ومع ذلك فإن دولة قطر ممثلة في مؤسسة التعليم فوق الجميع ورغم ادراكها لحجم التحديات التي تفرضها الحروب، سيظل التزامها ثابتا بمستقبل يتغلب فيه التعليم على الصعاب.