11 سبتمبر 2025
تسجيلهل تصدق أن هذا عنوان في افتتاحية جريدة هآرتس الإسرائيلية، وتفضح الافتتاحية الآلة الحربية الإسرائيلية التي انكشفت على حقيقتها بعد هجوم طوفان الأقصى وأسر جنودها بل قتلهم، وهذا ما لم يكن يتوقعه يوما من الأيام أي إسرائيلي أن يحدث لجيشه الذي أفهمته قياداته بأنه لا يقهر، وتقول الصحيفة إننا تعرضنا لحرب نحن من بدأها وأوقد نارها ولكننا لسنا من يديرها وبالتأكيد لسنا من ينهيها، وفي المحصلة النهائية لن تكون نهايتها في صالح إسرائيل.كانت ثورات عرب الداخل في المدن الإسرائيلية هي الأشد تأثيراً على الرأي العام الإسرائيلي إذ إنهم لم يتوقعوا أن يستنهض الفلسطيني أينما كان وجوده ويطالب بحقوقه وأرضه بعد أن اطمأن من يقود الاحتلال أنهم سيطروا على عقلية الفلسطيني الموجود داخل حدود الأراضي المحتلة، وتعتبر الصحيفة هذا نذر شؤم بالنسبة لهم، وتؤكد أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، بل إنها كانت تحتاج إلى أفق أبعد مما فكروا فيه. أخيراً تأكد لجميع شعوب العالم أن الفلسطينيين هم فعلا أصحاب الحق والأرض بعد الوقفة القوية والشامخة التي وقفها أهل غزة في وجه الغزاة، وتضحيتهم بكل ما يملكون من أجل ثباتهم في أرضهم والدفاع عنها بأنفسهم وأغلى ما يملكون من الأبناء والزوجات، وأثبتوا أنهم أكثر شعوب العالم تمسكاً بأرضهم، وأعطوا العالم دروساً في الانتماء والتمسك والتجذر بالأرض سيسجلها لهم التاريخ بأحرف من ذهب، وذلك أن أذاقوا اليهود الويلات والذعر بإقدامهم وبسالتهم التي ترعب كل عدو، ولو أن الشعب الإسرائيلي المحتل متمسك بأراضيه لما رأينا ما رأيناه من هجرة اليهود بهذه الأعداد الهائلة في المطارات وهم يسارعون للهجرة منذ أول يوم لبدء الحرب.وأضافت الصحيفة أنه أثناء حرب غزة وإطلاق صواريخ المقاومة على المدن الإسرائيلية فإنها تخسر كل ثلاثة أيام 912 مليون دولار من طلعات الطائرات، وثمن صواريخ الباتريوت وتزويد الآليات بالوقود واستهلاك الذخائر والصواريخ على كافة أنواعها، ناهيك عن تعطل الحركة التجارية وهبوط البورصة وتوقف معظم المؤسسات وأعمال البناء وشلل تام في جميع مجالات الزراعة وموت الدواجن على أنواعها في المزارع بعشرات ملايين الدولارات وتعطل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ والتدمير الذي حدث للبيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع بفعل هذه الصواريخ. ما قامت به المقاومة الفلسطينية الباسلة يوازن في القوة والإقدام والنتائج ما تقوم به جيوش دول كاملة العداد والعدة، بل إن جيوش تلك الدول كما رأينا لن تجرؤ على القيام بما فعلته المقاومة من إقدام وبسالة في أيام معدودات، فقد أسقطت هذه البسالة القناع عن الجندي الإسرائيلي الذي أوهم نفسه بأنه لا يقهر، وهذا الإقدام والبطولية قام بها أحفاد من تم طردهم من أراضيهم وليسوا هم أصحاب الأرض ومن تم طردهم فكيف إذا كانوا هم من تم طردهم؟. *كسرة أخيرة* ونحن كشعوب عربية وإسلامية لا نملك إرادتنا أن ندعم أهل فلسطين إلا بالدعاء لهم بالنصر، ونسأل الله أن يستودع غزة وأهلها وأرضها وجوها وبحرها ومجاهديها ومرابطيها فيحفظهم بحفظه وهو خير الحافظين، وأن يكون عوناً ونصيراً لهم ويبدل خوفهم أمناً، ويحرس فلسطين الحبيبة إلى قلوبنا بعينه التي لا تنام. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية