14 سبتمبر 2025
تسجيلنحن نشاهد في عام ٢٠٢٢ نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم فيفا لكرة القدم. فهذا أول مونديال يتم تنظيمه في فصل الشتاء، وآخر مونديال يتم بمشاركة ٣٢ منتخبا. هذا المونديال مميز حقاً، حاملاً الكثير من الاحصائيات المثيرة، فهو المونديال الأكثر حضوراً جماهيرياً بعكس رغبات وآمال الحاقدين والحاسدين، فقد كان حضور مباراة الأرجنتين والمكسيك يوم السبت الماضي ٨٨٩٦٦ متفرجا، ولم يفقه سوى حضور كأس العالم في ١٩٩٤ الذي بلغ ٩٤١٩٤ متفرجا. وقد كان ذلك في مباراة النهائي. ومن الأمور الفارقة في مونديال قطر، فوز منتخبات - غير متوقعة- في بعض مبارياتها، مثل السعودية التي فازت على الأرجنتين بهدفين مقابل هدف، وإيران التي فازت على ويلز بثنائية، والمغرب التي فازت على بلجيكا بهدفين وأبقت شباكها نظيفة. واليابان التي فازت على ألمانيا بهدفين أيضاً مقابل هدف، وبعد ذلك فوز كوستاريكا على اليابان لهدف مقابل لا شيء. هذا المونديال أعطى الأمل للدول والشعوب، مثلما أعطت قطر الأمل للعالم عبر استضافتها لهذا المونديال، بعدما ظن الجميع بأن حدوث ذلك مستحيل وغير واقعي، بل وراهنوا على أن قطر ستفشل في تنظيمه حتى آخر دقيقة قبل انطلاق صافرة البداية. هذا هو مونديال قطر، مونديال المفاجآت والفرص والأمور الجميلة. الأجواء العامة رائعة، جميع زوار قطر وعشاق كرة القدم يعيشون تجربة لا مثيل لها، الزائر لسوق واقف الساعة الثانية عشرة ظهراً سيجد جماهير الكرة حاضرة بكل طاقتها لمؤازرة منتخباتها، والزائر لبوليفارد لوسيل في الساعة الواحدة صباحاً، سيواجه الجماهير حاضرة بكل قوتها لتشجيع فرقها. من حضر مونديال روسيا، وجرب أجواء مونديال قطر، سيعرف ما أتحدث عنه والفرق بين أجواء روسيا وأجواء قطر. فالاحتفالات والتجربة الكروية في قطر مستمرة طوال الوقت على غير ما كان عليه الوضع في روسيا الذي تشعر فيه بالأجواء قبل وبعد المباراة فقط. وما يزيد على جمال المونديال القطري، هي إقامة جميع المباريات بمدن قريبة من بعضها البعض، مما يسمح للمشجعين بحضور أكثر من مباراة في اليوم نفسه! وهذا ما لم يتم من قبل. مونديال قطر هو المونديال الأكثر آمنا وجمالاً وتنظيماً واستثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم حتى الآن. وفي هذا المونديال نتوقع الكثير من المفاجآت القادمة من قطر ومن جميع المنتخبات لا المنتخبات العريقة في كأس العالم فقط.