12 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ انطلاقة المونديال، ونحن نعيش حالةً من الأمل العظيم، حيث إن أربعة منتخبات تمثِّل أمتنا العربية فيه، وكل فوزٍ لأحدها هو فوزٌ لنا جميعاً. وقد رأينا ذلك من خلال ملامح الفرح التي أشرقت بها وجوه سمو الأمير المفدى وأنجاله، والسعادة التي هزت النفس الكريمة لسمو الأمير الوالد، عندما حقق منتخب المغرب الشقيق فوزه التاريخي على المنتخب البلجيكي. وكم كان رائعاً شعورنا بالعروبة تسري في أرواحنا بينما كان سمو الأمير الوالد يُردد النشيد الوطني التونسي مع مشجعي منتخب تونس الشقيقة. إن المشاعر النبيلة، لا تحيا إلا في القلوب النبيلة النابضة بحب أمتها، والمحتضنة لشعوبها، والساعية لتحقيق آمالها وطموحاتها. هذه الحالة النقية في نُبلها، ستكون حاضرةً مع جماهيرنا في استاد البيت، وسنقف مع منتخبنا حتى اللحظة الأخيرة في مباراته الأخيرة، ونحن مؤمنون بأن ذلك جزءٌ من حبنا لبلادنا، ودليلٌ على وعينا بدورنا الحضاري في تمثيلها لأمتينا العربية والإسلامية. للأوطان أرواحٌ، ولها قلوبٌ ومشاعرُ، وهو ما نلمسه في قطر الغالية منذ انطلاقة المونديال، حيث نرى طيف وجهها الحبيب في كل الميادين والشوارع، ونشعر بقلبها يحتضن أبناءها بفخرٍ واعتزازٍ، وينبض بالترحيب بأشقائنا العرب والمسلمين، وبأخوتنا في الإنسانية الذين اجتمعوا على ترابها في صورةٍ إنسانيةٍ حضاريةٍ قلَّ مثيلها. اليوم، سينبض قلب بلادنا في استاد البيت، مع قلوب أبنائها الذين سيغصُّ بهم، ويملأونه هتافاً وأهازيج تشجيعاً لمنتخبنا في مباراته الثالثة التي ستشهد من لاعبينا روحاً رياضيةً حماسيةً، وأداءً فنياً رفيعاً، بحيث نقول، جماهيرَ ولاعبين: إن الإنسان القطري يدرك أن فوزه الأعظم كان في النجاح العظيم لتنظيم المونديال، وأن هدفنا الرئيس هو إبراز الصورة الحضارية الرائعة للإنسان العربي المسلم. لأول مرةٍ، أهتم بالتدقيق في وجوه أبناء بلادنا حيثما التقيتهم، وحيث جمعتني بهم الأماكن، فأرى في عيونهم بريقَ اعتزازٍ وفَخْرٍ، وأسمع قلوبهم تنبض بالنُّبل وكرم الأخلاق والسمو الروحي، وكأنما كل واحد منهم سفيرٌ لبلادنا مقيمٌ فيها. وسيكونون، اليوم، سفراء لقطر الحبيبة في استاد البيت، حيث سيتحدث العالم عن وطنيتنا التي لا تتأثر بنتائج المباريات، وإنما تتعاظم وتكبر كلما كان اسم قطر منقوشاً بالمجد على رايات الاعتزاز. هناك كَمٌّ هائلٌ من السعادة في قطرنا وديارنا العربية والإسلامية، لأننا نجحنا في تقديم الصورة الحقيقية عن شعوبنا في وعيها وتحضُّرها ومَدَنيتها. سعادةٌ، نراها في الوجوه، ونلمسها في الكلمات، ونشعر بها في الهواء والتراب والأشجار والمباني، وكأنما كلُّ شيءٍ يشعر بالفرح والاعتزاز بقطر العروبة والإسلام. وستكون هذه السعادة، وذاك الاعتزاز دافعاً لنا، جميعاً، للالتحام بمنتخبنا، لنقول للعالم إن الشعب الذي نظَّمَ البطولة شعبٌ حيٌّ راقٍ ينبض قلبُ بلاده في قلوب أبنائه. كلمة أخيرة: "الله، يا عمري قطر"، عبارةٌ ترددها قلوبنا، وتمتزج بأرواحنا، وتُضفي على وجودنا روعةً وأَلقاً ومجداً. كاتب وإِعـلامي قطـري