15 سبتمبر 2025
تسجيلمرت شهور عام 2020 ثقيلة على البشرية، وطغت علينا مشاعر الخوف والتوجس والترقب بسبب جائحة فيروس كورونا كوفيد-19، وتغيرت أنماط حياتنا بل تفكيرنا ونظرتنا تجاه الأمور، عملنا عن بُعد من المنزل، وحُبسنا في البيوت، وأصبحنا نخشى الآخرين ومن فيهم عائلتنا، مُنعنا من السفر وممارسة حياتنا بشكل طبيعي، تعّلقنا بهواتفنا لملاحقة آخر أخبار تطّور الفيروس وانتشاره وترقّبنا اللقاح، الذي لا نعلم ما خطورته وانعكاسه على حياتنا في المستقبل، شُلّت الحياة بأكملها لأشهر، بل توقفت الصلاة في المساجد وخَلت الكعبة من المعتمرين والمصلين، ومهما وصفنا تلك الفترة وصعوبتها لن نستطيع أن نعّبر عن بشاعتها، وقد يكون الوضع أحسن حالاً هذه الأيام هنا في قطر، إلاّ أن بلدان أخرى أُقفلت من جديد نتيجة ارتفاع حالات المصابين بالكورونا، ومازالت أعداد الموتى في ازدياد نتيجة ذلك، وقد يكون السبب في عدم التقّييد بالتعليمات أو فرض عقوبات حازمة كما هي سارية في قطر، ولكن ما نخشاه هو انفتاح كبير، خاصة فيما يخص المعارض، فنجد أن الإقبال على المعارض كبير، وللأسف لا يتم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، كما أن المنتجات يتم لمسها من أكثر من شخص ولا يتم تعقيمها بالشكل المأمون، وفي أحد المعارض أكتظ الزبائن في المعرض مما اضطر إدارة المعرض لإغلاق أبواب المعرض مؤقتاً، ناهيك عن أن بعض المنتجات يجب تجربتها مثل العطور مثلاً، وأعتقد أن ذلك غير آمن فالبائع يمسك زجاجة العطر دون تعقيم ويناولها للزبون الذي بدوره يضعها قريب من أنفه ويتنفسها ويعود يناولها للبائع، فتخيل كم زبون لَمَس العطر وشمه! كما أن الزبون يضطر إلى إنزال الماسك الوقائي ليشتم العطر وهذا يعارض قانون ضرورة ارتداء الماسك في الأماكن العامة، وكان هناك بعض الاستثناءات لبعض المشاهير الذين حضروا من الدول المجاورة فلم يخضعوا للحجر كالمواطنين القادمين من السفر، ولم يتقّيدوا بلبس الكمامات، فهل تلك المعارض مهمة جداً لدرجة ممكن أن تضر بصحة الآخرين وربما تتسبب بكوارث! بالتأكيد أن التّجار بحاجة إلى إنعاش تجارتهم بعد أزمة كورونا والتي استمرت لعام وربما تطول، ولكن أعتقد أن التروي ودراسة مشروع المعارض بشكل مفصل أمر مطلوب، والمخاطرة بدعوة ضيوف من خارج البلد أمر لابد من دراسته وأخذ كل الاحتياطات اللازمة قبل ذلك، في الوقت الذي لم نشهد فيه دعوة نجوم قطر إلى الدول الأخرى لحضور معارض أو فعاليات! خلال الإجازة الأسبوعية تم تناقل فيديو لغفير من الناس المشاركين في المعارض مجتمعين في أحد الفنادق لإجراء فحوصات كوفيد-19، الفيديو أظهر العشوائية وعدم الترتيب والفوضى، واكتظاظ الناس على بعضهم دون ترتيب مما يسمح لكورونا بالانتشار بشكل كارثي إن كانت موجودة، كما أن الفحوصات أُجريت بعد افتتاح المعارض وأعتقد أنه إجراء متأخر وينم عن عدم تنظيم، لذلك كان لابد من وضع دراسة دقيقة قبل الشروع في الموافقات على إقامة المعارض، فالوضع الصحي المُعلن في استقرار لعدد الحالات ونتطلع لانخفاضها أكثر، ولكن قد تكون المعارض سبب لعودة موجة جديدة من المرض، خاصة وأن الطقس في تَقّلب ودخول فصل الشتاء وارتفاع عدد الإصابات بالإنفلونزا الموسوية أو أي فيروسات أخرى! •أتفّهم تعّطش التجار لإنعاش تجارتهم وإقامة المعارض، ولكن صحة المجتمع والمحافظة على عدم انتشار فيروس كوفيد-19 أهم من التجارة التي يمكن استمرارها بشكل افتراضي كما تحولت الحياة كلها عن بُعد في بداية الأزمة! [email protected] @amalabdulmalik