11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ بداية الأزمة الخليجية ودول الحصار تتصنع أسبابا وهمية لما تقول إنها أسباب حقيقية للأزمة الخليجية التي اختلقتها ضد دولة قطر، وبالطبع ولأن الأسباب واهية والمبررات غير منطقية، فلم تقتنع الدول الكبرى والمؤسسات الدولية بتلك التراهات التي تردد من قبل دول الحصار. والمؤكد أن خططهم باءت بالفشل، فالمخطط الأكبر هو التأثير على السيادة القطرية، والاقتصاد القطري، بالإضافة الى محاولات التشويش على استضافة قطر لكأس العالم ومحاولاتهم التي أيضاً باءت بالفشل لإغلاق قناة الجزيرة. لكن من الملاحظ ومنذ بداية الأزمة الخليجية، خروج مسؤولين من دول الحصار على شبكات التواصل الاجتماعي بتصريحات ومفردات بعيدة كل البعد الأدب واللياقة العامة أو ما يسمى باللغة الانجليزية political correctness وهذا يتضح من خلال استمرار اللغة التصعيدية الشعبوية التي تخلو من الذوق والتي يتحدث بها هؤلاء المسؤولين، ولعل أبرز الذين لا يتوانون صراحة عن التعبير عن آرائهم بشكل فج وبعيدا عن الذوق هو ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، الذي عرف عنه تهوره واندفاعه في آرائه. أبرز ما قاله مؤخراً على تويتر إن "على التحالف أن يقصف قناة الجزيرة" يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صحة المعلومات التي وردت في المراسلات الدبلوماسية المسربة بطلب شخصية خليجية من الولايات المتحدة بأن تقصف مقر قناة الجزيرة بسبب تغطيتها للحرب على العراق عام 2003، كما أن في عام 2013 عاب خلفان على العاملين في الجزيرة بأنهم "يهود"، وبالطبع فطالما ان هذه الشخصية تعطى هذه الحرية للهجوم فبالتالي هو يمثل توجهات دولته التي ينتمي لها، وما هذه الأزمة الخليجية بكل تبعاتها هي نتاج تراكمات قديمة سابقة، فشلت دول حصار قطر في خلق منافسة شريفة وعادلة، وفشلت ايضاً في التحلي بأي قيم والتعامل بشكل متحضر، ولربما ايضا أنهم فشلوا وبعد ما يقارب 15 عاما في ايجاد قناة هدفها الاول منافسة الجزيرة بإحترافية فكان الحل الأسهل لهم هو غلقها، أو قصفها كما أشار خلفان. موقف تلو الاخر وتغريدة تلو الأخرى للشخصيات الشهيرة والمستشارين الذين "لا يقدحون من رأسهم" تبين مدى سطحية وسذاجة خطابهم الذي لا يمت بصلة للذوق والأدب، وتبين أيضا كيف أن الأزمة الخليجية أسست على أكاذيب ونوايا تضمر الشر لدولة قطر، والأمر الآن مجرد مسألة وقت حتى تعلن دول الحصار عن مخرج لها بعد فشلها الذي مُنيت بها في هذه الأزمة.