13 سبتمبر 2025

تسجيل

إلى أين تتجه سياسة واشنطن الخارجية؟

03 يناير 2018

شهدت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحديات جمة في 2017 منذ توليه الرئاسة، تلك التحديات ليست خارجية فقط بل داخلية وعلى مستوى صناعة القرار في البيت الابيض وخارجه. فمنذ توليه الرئاسة غادر العديد من موظفي البيت الابيض وظائفهم، في حالة يمكن وصفها بنزوح جماعي، لربما بسبب عدم اتفاقهم مع سياسات ترامب او لخلافات وتشنج في المواقف بين الطرفين، وحتى الآن وبعد مرور ما يقارب السنة لم يتضح من سياسة ترامب الخارجية سوى اولويتين: الاولى محاربة الارهاب وما يسميه بالإرهاب الإسلامي، والثاني تصدير شعاره الانتخابي "امريكا اولاً" ويمكن ربط هذا الشعار بالسياسة الخارجية من خلال استفادة ادارة ترامب من الازمات الدولية بل وخلق اخرى جديدة، اما لتعزيز شعبيته شخصياً، او لتعزيز الاقتصاد الامريكي من خلال صفقات السلاح وغيرها. وفي خضم هذا كله، نرى تهميشاً للخارجية الامريكية وتراجعاً لدور وزير الخارجية نفسه، كما ان هنالك ايضا استقالات جماعية من الخارجية الامريكية بسبب حالة الاحباط التي يعاني منها بعض الموظفين والدبلوماسيين كما اوردت وسائل عدة، كما ان هنالك تجاهلا لقضايا حقوق الانسان والحريات التي تراجعت بشكل كبير لربما بسبب سياسة دونالد ترامب المتعلقة بتوسيع دائرة المصالح الامريكية في الخارج والاستفادة من الازمات حتى وان كان ذلك على حساب حقوق الانسان. ويمكننا الاستدلال على نهج الرئيس الامريكي ونظرته للسياسة الخارجية وحتى لحلفاء الولايات المتحدة التقليديين من خلال اول تغريدة استهل بها هذه السنة الجديدة، حيث بدأ ترامب السنة بهجوم ضد باكستان في تغريدة غاضبة كتبها في حسابه على تويتر اتهم فيها باكستان بالخداع والكذب وانها ملاذ آمن للإرهابيين، من يقرأ هذه التغريدة يستغرب لأن اي شخص مطلع على العلاقات الامريكية الباكستانية يعلم حجم التعاون والدعم الامني والاستخباراتي الذي قدمته باكستان للولايات المتحدة لمحاربة الارهاب والقاعدة وطالبان، وان كان هذا التعاون "باهظ الكلفة" لباكستان، الا ان لغة ترامب مع دولة حليفة كانت بعيدة عن الاعراف الدبلوماسية وحتى المنطق، مما يؤكد ان هذا العام قد يشهد مزيدا من التخبط للسياسات الخارجية للولايات المتحدة من جهة، ومن جهة اخرى فإن سياسة الولايات المتحدة تشهد ايضاً انعزالا مستمرا عن المجتمع الدولي وخسارة حلفاء تقليديين او رمي التحالفات التقليدية بعرض الحائط من خلال استخدام سياسة "العصا من غير جزرة" فهي تهدد وتتوعد الدول والمؤسسات الدولية بقطع المساعدات بينما في الواقع تلك المساعدات ليست هبات خيرية، وفي الوقت نفسه باتت واشنطن تتصرف على نحو يصعب التنبؤ به، فلذا سيكون عام 2018 حافلا بالمفاجآت للسياسة الخارجية الامريكية، واستمرار عزلة امريكا.