19 سبتمبر 2025

تسجيل

مستقبل العلاقات الهندية الإسرائيلية

18 يناير 2018

قبل سنوات كتبت مقالا تحدثت فيه عن العلاقات الهندية ـ الاسرائيلية التي وصلت اليوم بثبات الى مرحلة التحالف الاستراتيجي. بعد ان كانت العلاقات بينهما تشوبها القطيعة والفتور حتى عام 1992 وبالرغم من ان الهند تعترف بإسرائيل منذ عام 1950 إلا ان السنوات ما بين الاعتراف بها كدولة  حتى اقامة علاقات دبلوماسية كاملة كان يتخللها التحفظ والتوتر خصوصا وان الهند كانت تحت وطأة الاستعمار البريطاني،  فكانت ترفض اي استعمار بأي شكل من الاشكال وكانت ترفضه قبل نشأة اسرائيل، وعارضت قرار الأمم المتحدة في عام 1947 بتقسيم فلسطين. لكن بعد اغتيال الزعيم الهندي مهاتما غاندي  حين عُين جواهر لال نهرو كأول رئيس وزراء للهند تنامى تصاعد اليمين المؤيد لإسرائيل ، وبالرغم من ان نهرو اقام علاقات دبلوماسية مع اسرائيل تحت ضغط اليمين، إلا ان محاولته بخلق  توازن والمحافظة على علاقته ومصالح الهند مع الدول العربية، جعل الهند حذرة في التعامل مع اسرائيل. فظلت للهند اليد العليا في علاقتها بالرغم من اسرائيل لديها محاولات حثيثة للتقرب مع الهند، فحتى بعد وفاة نهرو حاولت اسرائيل مجدداً بالتوسع في العلاقات بين البلدين بعد تولي انديرا غاندي رئاسة الوزراء بعد ابيها، لكن استمر موقف الهند كما عليه، وكانت غاندي تخشى اغضاب الشعب المسلم المرتبط بفلسطين كما ان لدى الهند قناعة معادية للاحتلال ورافضة للتطبيع. اليوم نرى الهند باختلاف الى حد ما تحت حكومة ناريندارا مودي الذي ينحدر من حزب قومي متشدد، وتربطه علاقة ممتازة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يزور الهند الآن مصطحباً اكثر من 100 رجل اعمال اسرائيلي،لكن نرى اسرائيل مستعدة للتغاضي عن اهم القرارات المتعلقة بها في سبيل الحفاظ على العلاقة مع الهند، مثلما تغاضت عن رفض الهند الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما انه وقبيل ايام من زيارة نتنياهو للهند الغت الهند صفقة لشراء صواريخ سبايك الاسرائيلية، لكن تظل الهند اكبر سوق للسلاح الاسرائيلي فهي تشتري ما قيمته مليار دولار من الاسلحة الاسرائيلية سنوياً. العلاقات الهندية الاسرائيلية،  وبالرغم من تنامي العلاقات التجارية والعسكرية بين البلدين، والصفقات المشتركة إلا ان الهند تتبع دبلوماسية الحذر مع اسرائيل،  فالعلاقات الدبلوماسية لا تتطور بنفس الوتيرة التي تتطور بها العلاقات التجارية، ومازالت للهند بعد كل هذه السنوات اليد العليا في هذه العلاقة. المؤكد ان مستقبل هذه العلاقات مرتبط بتأثير موازين القوى الدولية، كما ان اسرائيل تستغل الاوضاع الدولية وانحسار دعم الدول العربية لفلسطين والانقسام العربي، منتهزة اي فرصة لتوطيد وتوسعة علاقاتها الدولية.