19 سبتمبر 2025
تسجيلتواكبت الأحداث في العقد الأخير على عالمنا العربي والاسلامي حروب داخلية واقليمية عبثية، انتفاضات شعبية «الربيع العربي» من اليمن الى تونس ومن السودان الى العراق ومن ليبيا الى سوريا الى لبنان، أرواح فقدت ومقدرات بشرية ومالية، هدمت بنى تحتية. فقر وجهل وجوع وهجرة، وفي ضوء ذلك كله يقابله مباحثات وشجب واستنكار، كغيث يحسبه الظمآن ماء، مجريات تلك الأحداث التي ألمت على الأمة العربية والاسلامية وتتابعها وانشغال الفكر شعوبا وأنظمة، معها تقهقرت القضية الفلسطينية الى الوراء، أصبحت حبيسة الملفات، بكلمات الاستنكار والوعود الزائفة والشجب، لم يعد لها وجود واهتمام وكأنها خطة ممنهجة تقودها الصهيونية وحليفتها أمريكا والدول الغربية، لاشغال الدول الاسلامية والعربية عن قضيتهم الأولى «القدس» التي اتخذت مصطلح الارهاب ومحاربته ذريعة للدخول في نطاق تلك الدول وتضعيف قوتها العسكرية وتدميرها كما هو التخلص من الأنظمة الحاكمة التي تهدد اسرائيل، من أجل حماية الوجود الاسرائيلي في فلسطين، والتأكيد على أحقية العدو المحتل في الأرض الفلسطينة كوطن لهم. حتى جاء اليوم المحسوم للمواجهة في 7 /اكتوبر/2023 لينفث غبار النسيان للقضية الفلسطينية، ويوجه أنظار العالم بأهميتها وأهمية بيت المقدس، وتصحو الضمائر العربية والاسلامية من غفلتها، وكأنه انذار الهي لإيقاظ الأمة النائمة على وسادة المصالح الوثيرة لتعود لها يقظتها بعد السبات الطويل، وتجعل القدس محورها وهدفها وواقعها ومسئوليتها في المحاسبة أمام الله يجب الدفاع عنه بكل وسائل القوة، وبكل الآليات الحربية التي تملكها، كشفت المجازر اليوم الارهاب الصهيوني الأمريكي الغربي، التي طالت المدنيين في غزة المنكوبة باختلاف الأعمار دون هوادة ولا توقف، وكشفت عن خبايا الحقد الصهيوني الغربي بتصريحات أنظمتهم المغرضة، أن الهجوم الاسرائيلي دفاع عن النفس، دون اتخاذ موقف حاسم من الانظمة الحاكمة العربية والاسلامية، وكأن على رؤوسهم الطير، ومن مجلس الأمن الذي فشل في اصدار قرار لوقف اطلاق النار نتيجة استخدام الفيتو، يتوددون لأمريكا وطفلتها المدللة اسرائيل، بالهدنة وفتح المعابر لدخول المساعدات وتسليم الأسرى، لقاءات ومباحثات مكوكية لا تتوقف، يقابله التوسع في المجازر والجرائم الانسانية اليومية، ينخرون في قلوب قاسية كحجر صلد، صراخ أطفال وآهات شيوخ وأمهات، وأشلاء متناثرة ومذابح جماعية ومستشفيات منهارة، انه الارهاب الذي بدأت تدركه وترفعه بعض الأصوات الغربية الامريكية اليوم أمام رؤية المجازر بأنهم خُدعوا لسنوات طويلة نتيجة ادعاءات وسيطرة الاعلام الصهيوني، حتى جاء الهجوم الارهابي البربري على غزة لتكشف الحقائق وتتعرى أمام العالم «الارهاب الصهيوني» الذي ديدنه الكذب والتدليس وتخدير الشعوب بأن حماس منظمة ارهابية، وبين ماهيتها الصليبية في رفضها لمبادرة السلام ورفضها لأي تنازل لمبادرة السلام من ٤٨ ورفضها بقيام دولة فلسطينية كما رفضها تعيين الحدود، تلك هي اسرائيل التي غرست خنجرها الدموي الارهابي في قلب فلسطين، وسينقلب عليها دما وطعنا بإرادة المقاومة والتمسك بالأرض، والرفض الشعبي للكيان الغاشم العدو على مستوى العالم أجمع، والذي تؤكده الجموع الحاشدة من المظاهرات حتي يأتي أمر الله بالنصر. كما يؤكده كما قال تعالى في كتابه الكريم: «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» فمن خلال ركام غزة فرضت القضية الفلسطينية أهميتها في جميع أنحاء العالم. وغرست في القلوب مع صحوة الضمائر بأن فلسطين محتلة ولا كيان للصهاينة الاعداء على أرضها.