19 سبتمبر 2025
تسجيلالمتأمل في التاريخ البشري يدرك أنه لم تحظ شخصية بمثل ما حظيت به شخصية نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - من الاهتمام والإشادة، والثناء والتمجيد من العدو والصديق، والمؤمن والكافر، وإذا كان من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوعهم، فإنه من غير المألوف ثناء الأعداء والمخالفين عليه، ففي عصر الرسالة قال عنه كفار مكة الذين لم يؤمنوا به "ما جربنا عليك إلا صدقاً "، وأسموه " الصادق الأمين" وفي العصر الحديث جرت أقوال كثيرة لعلماء ومفكرين وأدباء وفلاسفة غربيين ـ منصفين ـ تدل على عظمة النبي الأكرم - صلى الله عليه وسلم-، نعم.. هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها والتي أقرها رب العزة من فوق سبع سموات، والتي أنطق بها ألسنتهم؛ لتكون حجة عليهم وعلى أقوامهم ممن يكابر ويعاند، ويأبى إلا الكذب والتزوير على سيدنا محمد وسيرته العطرة. وكل ما نراه اليوم من موجات إساءة متواصلة للرسول -عليه الصلاة والسلام -، تحتم علينا الالتفاف حوله حباً لنصرته ونصرة رسالته وسنته ومنهج أخلاقه الرفيع. وأقوى طرق نصرة الرسول الكريم هي اتباع سنته والتخلق بأخلاقه، وتنفيذ أوامره ووصاياه، والسير على عهده في نشر دعوة الإسلام الخالدة، والتقيد بأمور الدين الحنيف والتعاليم التي جاء بها عليه الصلاة والسلام. نصرة الرسول تتطلب منا، عزيزي القارئ، أن نكون قدوة حقة لغيرنا، كي نكون خير خلف لخير الأنبياء والمرسلين. فالمسلمون هم أمة محمد، أمة الأخلاق التي بعث رسولهم ليتممها، ويجب علينا أن نكون جميعاً بحجم هذا الاسم. هذه دعوة للجميع لخلق الوعي بنشر سيرته بين الناس، ولنوضح للعالم أجمع أخلاق نبي السلام والإسلام محمد -عليه السلام-، وكيف أنه كان يُلقب بالصادق لصدقه مع العالمين، وكيف أنه كان حقا الأمين، كما انه يجب أن ننصره بأن نزيل جميع الأفكار المشوهة التي يتعمد الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة إلصاقها به، وأن نستخدم الحكمة والموعظة الحسنة كأسلوب حضاري نخاطب به العقول والقلوب ونبتعد عن كل ما يسيء إلى صورة الإسلام السمحة، فالإسلام هو انعكاس لأخلاق المسلم، وامتداد لرسالة النبي عليه الصلاة والسلام، القائل "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". ضرب الرسول - صلى الله عليه -، أعلى قدوة وأرفع مثل في حُسن الخلق، فلم يذكر التاريخ أرفق ولا أحكم ولا أرحم ولا أجود ولا أكرم ولا أشجع من رسول المحبة والسلام، فقد سكب الله في قلبه من العلم والحلم، وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من الجود والكرم ما لم يكن لأحد غيره. ولنعلم جميعا أن"حرية التعبير" مكفولة للجميع، ولكنهم وللأسف أطلقوها ظلماً وعدواناً ضد رسولنا ليبثوا من خلالها إساءاتهم لنبي الرحمة والسلام- صلى الله عليه وسلم -، نفثوا سمومهم التي ملأتهم دون وعي، وكان دافعها الحقيقي بغضهم للإسلام وحقدهم عليه وخوفهم من انتشاره. ولكنهم لا يدركون أنهم "يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " اللهم صل وسلم وشرف وزد وكرم وعظم على السراج المنير محمد. كاتبة قطرية - مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya