13 ديسمبر 2025

تسجيل

يَنْعُ بذورِ الشر

29 أكتوبر 2018

عندما نادى الإسلام بإبعاد بطانة السوء وتقريب بطانة الخير من مراكز القرار لم يكن ذلك عبثاً ؟ إنما للخطورة الكبيرة لما تمثله بطانة السوء من أثر سلبي في كثير من الأحيان، وهذه البطانة السيئة بسببها دخل الكثيرون في نفق مظلم وتورطوا في أمور كبيرة ومعقدة تترك أثراً بالغاً في مستقبلهم السياسي وتنال من سمعة البلاد والعباد وتعطي صورة سيئة عن دول كبيرة ذات ثقل كبير في العالم ؟ وكم هي مصيبة كبرى في ظل هذه البطانة إذا تصادف وجود مسؤول متهور يظن أنه بأمواله وسلطته يستطيع أن يشتري دول العالم الحر ليتجنب انعكاسات سوء أفعاله، وعندما يتورط ورطة كبيرة قد لا يستطيع الخروج منها حتى ولو بشق الأنفس وتبقى علامة فارقة تلازمه طول حياته؟ وأحيانا يتحالف البعض مع أنظمة سيئة تنصحه وتوحي له بأفكار شيطانية وبأمور عبثية وإدخاله في خصومات مع جيرانه مؤسفة، وهذا الصديق ربما يريد دمار بلاده وتوريطها في حروب وأزمات ومشاكل لها أول وليس لها آخر؟ وقد يكون هذا الصديق وهو في حقيقة الأمر عدو ترك مشاكله الداخلية وأشغل نفسه بالآخرين ولا يعرف هذا الرجل المؤذي ماذا يريد بالضبط ؟! وإذا رجعنا إلى البطانة السيئة من أمثال المستشارين، وما أكثرهم للأسف الشديد في عالمنا العربي حول الحكام، وجدتهم عبارة عن مجموعة سيئة من الجهلة والحثالة المجتمعية والمرتزقة التي لا تملك تصورا صائبا لأي موضوع كان، وإنما تطبل للزعيم وتصور له سوء الأعمال بأنها حسنة، وأنه يملك ذكاء خارقا مع أنه بشر يُخطئ ويُصيب وليس بنبي أو مرسل يأتيه وحي من السماء والعياذ بالله وليس كل ما يفعله صائب ويحتاج للنصح والنصيحة؟ وكم من الزعماء طيب القلب والسريرة، ولكن السيئين هؤلاء الخبثاء من حوله يحولون طيبته وقلبه إلى قلب قاسٍ كالحجارة أو أشد قسوة؟ وآخر الكلام، الكثيرون ممن يطمعون في السلطة وحكم الشعوب لابد أن تكون بدايتهم بداية طيبة وحب متبادل بينهم وبينه ويقوم في إسعادهم وإدخال السرور عليهم ويوفر لهم حياة كريمة من صحة وتعليم ومعيشة وتوفير بيئة أخلاقية صالحة لهم تتماشى مع ما أمر به الدين مع حرية معقولة في التعبير، فوالله هذا هو جواز المرور إلى قلوب الشعوب وإلى الأمن والآمان وإلى التنمية؟ فعمر الإجرام والقبضة الحديدية ما بنت زعيما ولا طورت بلدانا، بل ورّثت شعوبا غاضبة وغليانا مجتمعيا يمكن أن ينفجر في وجه الزعيم في أي لحظة ؟ أما نحن في قطر والحمد لله، وهب لنا زعيم خيّر لا يحكم الشعب بالعصا والنار، وإنما بالود والاحترام المتبادل.