21 سبتمبر 2025
تسجيلتقترب جريمة اغتيال جمال خاشقجي في واحدة من أبشع جرائم التصفية السياسية من دخول شهرها الثاني؛ وكل يوم تخسر السعودية مزيدا من الأصدقاء بعد أن تآكلت سمعتها بفعل بشاعة الجٌرم وحماقة التعامل الدبلوماسي مع تداعياته التي افرزت سيلاً من الكذب والتضليل؛ مما افقد معها المملكة ما تبقى من هيبتها التي كانت قد بدأت في التراجع بعد مشاركتها في مؤامرة حصار قطر ومن قبلها قيادة تحالف عسكري في حرب عبثية على اليمن. مسلسل الكذب دشنه قنصل السعودية في إسطنبول وهو يصطحب مندوب وكالة رويترز في مشهد عبثي سخيف مثير للسخرية، وهو يفتش داخل محتويات وأثاث القنصلية عن جثة خاشقجي وكأنه يبحث عن ختم توثيق مفقود!!. وبعد 18يوما من الجريمة توالت المزيد من الأكاذيب والتى بدأها النائب العام السعودي برواية تقول : ان وفاة خاشقجي جاءت نتيجة شجار. ثم راحت الروايات المتناقضة تترى لتصل إلى ذروة عبثيتها بان جثته سٌلمت الى متعهد محلي في تركيا لدفنه، دون ان تكشف عنه لاستكمال التحقيقات. لقد خسرت السعودية بقتل خاشقجي صورتها وهيبتها، واظهرت الجريمة للاسف صورة مروعة من الارهاب وجاءت لتؤكد ضلوع السعودية في هجمات سبتمبر. المخجل والمؤسف أن الاعلام السعودي ظل غارقا في صمت القبور، وعندما افاق على تعليمات الحديث عنها بدأ بنفي التهمة عن المملكة وبتوجيه السباب الى وكالات الانباء العالمية مشككا في مهنيتها الى حد وصفها بالمأجورة، ولانه اعلام تحركه وتتلبسه نظرية المؤامرة فقد راح يهذى ويتهم قطر وتركيا بتدبير تلك الجريمة لتشويه السعودية ! وبالتوازي مع ذلك غرق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في صمته وابتلع "الاهانات والاتهامات" التي تكال الى بلاده بلا هوادة من العالم الحر والمنظمات الحقوقية ! اما وقد اعترفت المملكة بالجريمة فان العالم يتطلع إلى أن يرى تنفيذ القصاص في هؤلاء القتلة عملا بقوله تعالى:” وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ).