05 نوفمبر 2025
تسجيلتتميز العلاقات القطرية البريطانية بطابع خاص، فهي نموذج للعلاقات المتوازنة، والشراكة الإستراتيجية في مختلف المجالات، السياسية والاقتصادية والأمنية، ومن هذا المنطلق يتطلع البلدان لأن تكون الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى المملكة المتحدة، علامة فارقة، في تاريخ علاقات البلدين من شأنها أن ترتقي بالشراكة القطرية البريطانية في أكثر من مجال، وعلى أكثر من صعيد، كما أكد على ذلك السفير البريطاني لدى قطر، في حديث لـ "الشرق"، هذه الزيارة الرسمية، ستؤسس دون شك، لقفزة جديدة في مسار هذه العلاقة الراسخة، والمتميزة، ويمكن تأكيد ذلك من خلال الرؤية السياسية المشتركة والمتطابقة بين الدوحة ولندن تجاه الأحداث السياسية في المنطقة، وخاصة منها الملفات الساخنة والملتهبة، كالحرب على الإرهاب، ودعم حقوق الشعوب العربية في العيش بكرامة وحرية، والعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، وتجنيب المنطقة أي بؤر توتر جديدة قد تشعل فتيل حرب أو أزمة، هي أقل ماتحتاجه المنطقة، وعلى الصعيد الاقتصادي، يتجاوز حجم المبادلات التجارية بين قطر وبريطانيا سقف الـ 10 مليارات دولار سنويا، يتركز جانب كبير منها في قطاع الطاقة حيث تعتبر قطر المزود الرئيسي لبريطانيا بالغاز، هذا إلى جانب استثمارات قطرية تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار في بريطانيا، في حين تستقطب السوق القطرية نحو 450 شركة بريطانية، من بينها عملاق صناعة النفط "شل" التي تتجاوز استثماراتها وحدها في قطر 21 مليار دولار، وفي إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولة قطر وبريطانيا، توجد مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين حكومة دولة قطر وحكومة المملكة المتحدة، في ضوء هذه المعطيات، وبناء على رؤية حكومتي البلدين للمستقبل، يمكن القول إن زيارة سمو الأمير إلى بريطانيا، وبرنامج سموه الحافل باللقاءات في لندن، سيفتح صفحة جديدة في تاريخ هذه العلاقة، عناوينها البارزة الثقة المتبادلة، والمصالح المشتركة، والشراكة الإستراتيجية.