13 سبتمبر 2025
تسجيلمن قضايا التي باتت تشغل بال الإعلام الغربي، محاولة الوصول إلى تحليل علمي لتفسير الأسباب التي تدفع مواطنين غربيين أجانب إلى عبور القارات والبحار، للمشاركة في أعمال العنف والحروب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخصوصاً في سورية والعراق.. وعلى الرغم من أن مجموعة من هذه الفئة تشمل مواطنين من أصول تعود لدول عربية وإسلامية، إلا أن مجموعة أخرى منحدرون من أصول غربية بالكامل، وخطورة هذه الظاهرة تأتي بعد عودة هؤلاء المهجّنين، إلى أوطانهم، لأنّهم يمثّلون في واقع الحال، قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة! ولا أحد في وسعه أن يتنبأ بمستقبل سلوكهم.. وفي دراسة قام بها توماس هاغهامر، مدير البحوث حول الإرهاب في المؤسسة النرويجية للبحوث الدفاعية، استنتج أنه في العشر سنوات الاخيرة بين 1990 و2010 تحول واحد من بين كل تسعة مقاتلين أجانب، من البلدان الغربية،إلى إرهابي محلي في فترة لاحقة. صحيفة سيغا البلغارية ذكرت، أن بيانات أجهزة الاستخبارات النرويجية تفيد بأنّ آلافاً من الأوروبيين يتوجهون إلى سورية للقتال لصالح التنظيمات الجهادية، وتؤكد وجود نحو 1500 مقاتل، ويقدّر عدد المقاتلين على الجبهات الأمامية من الوافدين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بنحو 400. وهو عدد يفوق المشاركين في الحروب التي شهدتها وتشهدها العراق وأفغانستان. معظمهم سرعان ما ينضمون إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم داعش. تقرير صحيفة دير شبيغل الألمانية، يشير الى أن التنظيمات المتطرفة لا تبذل جهودًا كبيرة لاستيعاب هذه الفئة من المتطوعين في شبكات التواصل الاجتماعي خصوصا الفيس بوك، لأنّهم ببساطة يصلون إلى المدن الهادئة، ثمّ يبدأون البحث عن أحد أمراء الحرب، القادر على تبنيهم وضمهم إلى صفوف جيشه للمشاركة في المعارك المندلعة في سورية. وحسب خبراء في علم النفس، فإن تعبئتهم تتم بسهولة، بسبب الفراغ الروحي الذي يعيشونه، وشعورهم لاحقًا بالتفوّق، حين يجدون أنفسهم قادرين على القتل والتدمير من دون حساب، وشعورهم بالزهو، وكأنّ هالة قدسية تحيط بهم، يشجّعهم كذلك للمضيّ في هذا الطريق الإعجاب المرافق لمقاطع الفيديو المنشورة عن التفجيرات وقطع الرقاب في وسائل الاتصال الاجتماعية الواسعة الانتشار! ان اشد المخاوف الغربية اليوم تتمثل في مواجهة إشكالية أن ينقل جهاديو سوريا والعراق الحرب من الشرق إلى الغرب.. لكن ماذا عن المخاوف في العالم العربي؟!.