13 سبتمبر 2025

تسجيل

المدير الآلة والقائد المبتكر

29 سبتمبر 2020

القيادة الرياضية هي أساس كل نجاح أو إنجاز رياضي، لذلك فإن إنجازات الأندية الرياضية تتفاوت مع كل تغيير يطرأ على رئاساتها بين الفينة والأخرى. في مقالاتي السابقة، تطرقت لأهمية القائد الرياضي ودوره الجوهري في إدارة الأحداث والمؤسسات الرياضية وهنا سيكون محور حديثنا عن: من هو القائد الرياضي؟ ‎ يختلط على الكثيرين الفرق بين معنى القائد والمدير لكن لتبسيط المعادلة، يمكننا القول إن المدير هو مصدر اتخاذ القرارات وتسيير المهام وحل المشكلات، بينما القائد يعتبر مصدر تحفيز وإلهام لفريق العمل من خلال الإيمان الكامل بأهمية العمل المشترك والاستماع لآراء فريقه من أجل تحقيق النتائج المرجوة (Gooldbaltt, 2008). ‎يمكننا أيضا القول إن المدير هو عبارة عن آلة بشرية تقوم فقط بإصدار الأوامر في حين أن القائد هو العقل المدبر الذي قام باختراع تلك الآلة بناء على المعطيات المتوافرة في مؤسسته. ‎من هنا يتضح لنا أن القيادة ليست منصبا بل عقلية ومتاحة للجميع بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية بشرط أن يؤمن كل فرد بذلك وبما لديهم من مؤهلات لقيادة مؤسساتهم الرياضية لتحقيق الأهداف. ‎وهذا ما يجعلني أتساءل دائما: هل إداريو مؤسساتنا الرياضية لديهم العلم والمعرفة والخبرة كقادة رياضيين تجعلهم قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة مستندين الى أسس علمية مستمدة من خبرات وتجارب أفضل الأندية العالمية والكتب العلمية في الميدان الرياضي؟ ‎هل لديهم الثقة بالنفس للاستماع لجميع الأصوات بل لمن هم أفضل منهم في بعض الجوانب للاستفادة من خبراتهم وتوظيفها لصالح مؤسساتهم الرياضية من خلال استخدام سياسة الباب المفتوح أمام جميع الآراء؟ ‎هل يمتلكون الشجاعة لتغيير القرارات السابقة وصناعة قرارات وإجراءات تخدم المرحلة الحالية للوصول لأفضل النتائج الممكنة؟ هل لديهم المرونة الكافية للتراجع عن بعض القرارات الخاطئة عند التأكد من ذلك؟ هل لديهم القدرة على خلق قادة ناجحين من أعضاء الفريق يحملون نفس الأهداف ويحاربون لتحقيقها؟ خلاصة القول القائد المبتكر هو من يكون قادرا على العمل مع الآخرين وتحمل المسئولية ولديه القابلية للمحاسبة ويحقق التوازن بين الأهداف وتحديد الأولويات واتخاذ القرارات الصعبة وان يكون سياسيا ودبلوماسيا ووسيطا في بعض المواقف. ‎في الختام: سياسة التعليم المستمر والتطوير من الذات في أي مجال، متاحة للجميع وتخلق فوارق كبيرة غالبا. كمدير رياضي، نسبة كبيرة من نجاحك تعتمد على من يحيطون بك لذلك يفترض أن تحيط نفسك بمن تعتقد بأنهم أفضل منك، وتحذر من أولئك الذين يوافقونك في كل آرائك حيث إن الاختلاف ظاهرة صحية وغالبا ما تكون نتائجه مرضية. دكتوراه في الإدارة الرياضية قسم التربية البدنية بجامعة قطر ‏[email protected]