12 سبتمبر 2025
تسجيللكل قصة نجاح بوصلة، والتنظيم الرياضي هو البوصلة الموصلة لكل البطولات والإنجازات الرياضية، حيث إنه باكورة التخطيط وأقصر السبل لتحقيق الأهداف فلا يمكن الوصول لها إلا عن طريق التنظيم المحكم وتوزيع المهام والمسؤوليات بالشكل الصحيح، وذلك يعود إلى كون التخطيط يهدف إلى دراسة الوضع الحالي والذي يبنى على ضوئه الأهداف المرجو تحقيقها مستقبلا. فيما يخص التنظيم الرياضي، فإن أهميته تعود لتحقيق أهداف المؤسسة الرياضية كونه يعمل على تحديد ما يناسب الموظفين وآليات تعاملهم مع بعضهم من حيث اتخاذ القرارات الخاصة التي تساعد على خلق بيئة تعاونية ومن خلال توزيع المسؤوليات والمهام. لذلك، فإنني أرى أنه من الضرورة أن نوجد هيكلا للمنظمة الرياضية يتم الرجوع إليه والاستناد على مبادئه كلما تشتتت بوصلة العمل كون عالم الرياضة عالماً معقداً جداً، ولو لم يوجد هناك هيكل تنظيمي، فإنه ينبغي العمل على صناعته في داخل كل مؤسسة رياضية تطمح إلى أن تكون رائدة في الميدان الرياضي. ينبغي أيضا ألا نغفل عن تفعيل دائرة الإبداع والابتكار بين فريق العمل الواحد من خلال رصد الميزانيات لبرامج تطويرية ومهنية كما هو معمول به في المؤسسات الرياضية الناجحة التي تتميز دائما عن غيرها بالاهتمام اللامحدود ببرامج الإبداع والابتكار، والاستفادة من تجارب الآخرين وهو ما يميزها عن غيرها من المؤسسات. ولعلي أورد هنا قصة تطوعي في تنظيم بطولة MAAC لكرة السلة في دوري الجامعات الأمريكية، حيث التقينا بالمسؤول الأول للبطولة الذي طلب منا من أول وهلة التعاهد على توحيد الهدف، وهو إنجاح البطولة من خلال إعطاء كل فرد الفرصة للعمل حسب خبراته وإمكانياته ومهاراته. بعد ذلك شرح لنا الهيكل التنظيمي الذي سيتم العمل عليه من خلال توزيعنا لأربع مجموعات، وكل مجموعة مكونة من ثمانية أعضاء لهم مسؤول مباشر. ولا أخفيكم سرا أنني كنت أتعجب من طريقة توزيع المهام من خلال توظيف المهارات الفردية لكل فرد بغض النظر عن أهمية تلك المهارة حتى نصل للهدف الأسمى وهو إنجاح البطولة. ما ساعدنا أيضا على العمل بأريحية مثمرة هو دمج المتطوعين مع الموظفين الرسميين للبطولة للحفاظ على جودة التنظيم، وكيف لا، وكنا نلتقي بداية كل يوم لاستذكار أهدافنا القصيرة الخاصة بذلك اليوم من أجل العمل على تحقيقها. ختاما: من لم يكن لديه بوصلة توضح له اتجاهه وأين يجب أن تكون خطوته القادمة فلن يصل إلى خط النهاية الذي يطمح داخليا للوصول إليه. قسم التربية البدنية بجامعة قطر [email protected]