13 سبتمبر 2025

تسجيل

السياحة الرياضية وعناصر الجذب

04 نوفمبر 2020

أصبحت السياحة الرياضية مصدراً من مصادر الدخل التي تتنافس دول العالم على تنميته والاستثمار فيه وتعتبر دولتنا، دولة قطر، في مصاف الدول المتقدمة في مجال السياحة الرياضية لما توليه من اهتمام لا محدود بشتى البطولات الرياضية اللي تستضيفها وتهيء لها المعسكرات والمؤتمرات والمنشآت الرياضية التي تعتبر أرضا خصبة وجاذبة للسياحة والسياح الرياضيين. حتى تنجح السياحة فإنه لابد من توفر عنصرين مهمين أولهما نقاط الجذب كالطبيعة أو الأماكن التاريخية أو الأنشطة المختلفة الجاذبة للعنصر الثاني وهو العميل أو "السائح". أما في مجال السياحة الرياضية فإن نقاط الجذب تتكون من ثلاثة عناصر أساسية: المنظم الذي يصنع الحدث، المادة المصنوعة وهي البطولة، والإعلام الذي يعتبر وسيلة إعلان وجذب لانتباه السائح. ولعلي هنا أعرج على ذكر الفوائد والمهام التي يقدمها كل عنصر من عناصر السياحة الرياضية. أولا: المنظمون: وهم الذين يتولون تنظيم وتسيير البطولة باعتبارهم العمود الفقري التي تعتمد نسبة نجاح البطولة عليه من خلال الخطط المسبقة والبرامج الجانبية للبطولة، حيث من المهم وضع البرامج المصاحبة التي تعكس ثقافة المجتمع للزوار. ويفترض أن يكون غالبيتهم من المدينة أو الدولة المنظمة لما في ذلك من تعزيز جوانب تحمل المسئولية والولاء للمدينة والعمل بدون حدود وبشغف لإنجاح البطولة. وتقع عليهم مسؤولية التسويق للسياحة الرياضية وطباعة جداول الأحداث الرياضية مزودة بالخرائط والإرشادات الكافية. ثانيا: الجمهور: كانت المشاركات في الأولمبياد في بداياتها في أثينا تشترط حضور المشاركين قبل البطولة بشهر لإقامة الندوات والتبادل التجاري، وانتقل هذا العرف للعصر الحديث من خلال توافد الجماهير للمدينة المستضيفة بفترات قبل بدء البطولة. لذلك تنتعش المدن أثناء البطولات الرياضية بما فيها من فنادق ومطاعم ومتاحف بسبب توافد الجماهير لحضور المناسبات الرسمية، لذلك لا بد من توفير كل سبل الراحة للسياح الرياضيين من مواصلات وخدمات وسكن واستغلال تواجدهم في المدينة بالفعاليات المصاحبة للبطولات مثل الرياضات الشعبية المستوحاة من ثقافة الشعب وتاريخ الأرض. ثالثا: الإعلام: ويقع عليه الدور الأكبر في التسويق للبطولة ونقلها للجماهير التي لم تتمكن من الحضور، وكذلك تولي نقل المباريات بطرق حديثة وإبداعية لإظهار البطولة والأحداث المصاحبة المستقاة من ثقافة البلد في أبهى حلة. لذلك لابد من نقل الأحداث بطرق جديدة ومبتكرة خصوصا أن التنافس والسباق في عالم التكنولوجيا أسرع مما يتصور. في الختام: في المدن المتقدمة تكون الفوائد العائدة من السياحة الرياضية أضعاف الفائدة من الحدث الرياضي نفسه، لذلك لابد من الاهتمام بالسياحة الرياضية وإبرازها للجماهير والتي تعتبر ضيوفا على الدولة المستضيفة. دكتوراه في الإدارة الرياضية قسم التربية البدنية بجامعة قطر [email protected]