23 سبتمبر 2025

تسجيل

الدوحة وواشنطن ركيزتان للاستقرار

29 سبتمبر 2020

التصريحات التي أدلى بها سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، لقناة الجزيرة، أحدثت صدى في وسائل الإعلام العالمية، وارتباكا لدى دول الحصار خاصة أبوظبي والمنامة، تبين من خروج مسؤوليهما عن اللياقة الدبلوماسية في نفي ما أكده سمو أمير دولة الكويت، والرئيس الأمريكي، ووزير خارجيته السابق، ووزير خارجية ألمانيا السابق، من تخطيط دول الحصار لغزو قطر. العطية في تصريحاته أكد على رسوخ العلاقات القطرية - الأمريكية، وأنها لا تستند إلى تحركات مراكز الأبحاث أو التعبئة الإعلامية، وإنما إلى مؤسسات تعزز التعاون الإستراتيجي بين البلدين، وتحقق الاستقرار في المنطقة. هذه الحقيقة الصادمة لم تستوعبها دول الحصار حتى الآن، حيث سعت لتأليب البيت الأبيض ضد قطر، فكان الفشل حليفهم، بعدما أكد الرئيس ترامب على الصداقة والشراكة القوية والإستراتيجية التي تجمع الولايات المتحدة الأمريكية ودولة قطر. لقد نجح الحوار الإستراتيجي السنوي الثالث بين قطر والولايات المتحدة الذي عقد في 14 و15 سبتمبر في واشنطن في إطلاق رؤى جديدة؛ لتعزيز العلاقات بين البلدين، وشكل دافعاً للولايات المتحدة للعمل مجددا لإنهاء الأزمة الخليجية ورفع الحصار عن قطر، وهو ما يأمل فيه المسؤولون خلال الفترة المقبلة في ضوء تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على أن الوقت حان لإيجاد حل للخلاف الخليجي واعتماد نهج جديد إزاء أي تهديدات في المنطقة. رسوخ العلاقات القطرية الأمريكية يفيد ليس فقط مسيرة الاستثمار والتعاون الاقتصادي، وإنما يتعدى ذلك إلى الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب من خلال قاعدة العديد التي تستضيف فيها قطر عشرات الآلاف من الجنود من دول الناتو والدول الصديقة المنخرطة في الحرب على الإرهاب، وهو أمر لا تستوعبه دول الحصار التي يئست من محاولات إقناع الولايات المتحدة بنقل القاعدة من قطر إلى الإمارات، حسبما كشفته وثائق الجزيرة وأكدته المعلومات الاستخباراتية، فضلا عن التعاون الثنائي من أجل تحقيق الاستقرار في أفغانستان، حيث تجري في الدوحة مفاوضات الأطراف الأفغانية وتحرز تقدما مطردا لإنهاء صراع دام أكثر من 4 عقود.