12 سبتمبر 2025

تسجيل

كل ما يحدث لك سيأخذك إليك

29 سبتمبر 2015

‏كلما امتدت أعوام العمر، امتدت وتأصلت جذور الحقيقة في النفوس، وهي تلك التي تؤكد أن (كل ما يحدث لنا سيأخذنا إلينا وفي نهاية المطاف؛ لندرك ما نستحق بأن نكون عليه)، وبصراحة فإنها تلك الحقيقة التي وإن اقتنعنا بها، فلاشك أن نظرتنا للحياة ستختلف، ولن تنقبض قلوبنا مع كل مشكلة تطل علينا؛ لأننا سنكون حينها كمن أدرك وأيقن أن الخير الذي نستحقه في القادم من الأيام، إذاً لا خوف من كل تلك المحطات التي تظهر من أمامنا بكل ما فيها من أمور قد تكون محزنة وموجعة أيضاً طالما أننا على يقين بأنها عادية سرعان ما ستمضي في حال سبيلها، مما يعني أن الأمر لا يحتاج للبحث عن تبريرات وتفسيرات توضح لنا ما يجري من حولنا، بل حمد الله وشكره على ما يحدث لنا ومعنا، فكأن الخير كل الخير في تجاوز الأحداث الصغيرة دون التشبث بها، ونكشها، فالتدقيق فيها؛ للخروج بما لا ولن يقبله أي عقل فيما بعد، وهو ما يميل إليه من يميل بحرصه على وأد تلك الحقيقة في أرض جهله وغياب عقله؛ كي ينصب نفسه حكيماً يحسب بأنه يُجيد كشف المستور، ويصدق ذلك فيأتي بما لا يليق به، وبأعوام عمره التي ستضيع منه، وهو يبحث عن أمور لا طائل منها، فالخير كل الخير في متابعة خطواته دون اعتراضها حتى تصل به وفي نهاية المطاف إليه، وهو ما قد ذكرته آنفاً عن قناعة لابد وأن تجد طريقها إلى الجميع، خاصة من يسعى إلى صرف أعوام عمره على ما لا يستحق منه ذلك؛ جهلاً منه لحقيقة ما يحدث له، وتجاهلاً منه لتلك الحقيقة، التي تحتاج لعقلية واعية ستمنحه الكثير في أقرب فرصة ممكنة.قد تمر على الكثير من الأحداث في حياتك، وقد تلتقي بالكثير من الأشخاص ممن ستنجب فرص التقائك بهم تلك الأحداث؛ لتعيش معهم وبفضلهم الكثير مما ستقبله؛ لتمرقه على خير، ومما لن تقبل به أبداً، فتظل تلك اللحظات عالقة في رأسك؛ كي تُشعل نار الغضب كلما تذكرت ما قد كان منهم، فتنشأ تلك العداوة، التي ستشغلك عن كل ما لا يستحق منك انشغالك به؛ ظناً منك بأنك ستفعل الصواب حين تُلبي نداء الانتقام، الذي لن يُعطيك ولكنه سيأخذ منك الكثير والكثير، مما لن يُضيف لك بتاتاً، وستدرك حجم الخسارة التي لحقت بك في الوقت الضائع، الذي لن تُعيده الدموع، ولن يُرجعه النحيب، ولكن يمكنك تعويضه وتخفيف ما يُحدثه من وجع متى التزمت بالتالي: - لا تفكر بما مضى، فالخير بالتفكير في كل ما تملكه الآن؛ لذا فلتنشغل به؛ كي تنعم بحياة هنية.- لا تنشغل بإرضاء الخلق، وليكن انشغالك بما يُرضي ‏الخالق، فوحده من يهتم لأمرك وسيعطيك من حيث لا تحسب، وبقدر ما تستحقه.- ‏دع القدر يسوقك حيث تستحق بأن تكون، وتذكر أنه سيأخذك إليك فيما بعد؛ لذا لا تستغرب ما يحدث معك، ولا تسمح للدهشة بأن تخطفك بعيداً عن أرض الواقع، ولكن كن حيث يجدر بك بأن تكون؛ لتحصد كل ما قد قُدر لك.- قد يرهقك بعض ما قد تجده من البشر؛ لتشعر بألم يعتصر قلبك؛ بسبب الشر الذي يلحق بك أينما ذهبت، والحق أنه ذاك الألم الذي سيفقدك توازنك، ولكنه لن يحقق مراده إن تماسكت جيداً، وتمسكت بإيمانك على خير وجه.- تأكد أن التزامك بكل ما سبق سيضمن لك سعادة ستدركها بإذن الله تعالى في الوقت المناسب. وأخيراًإن كل ما قد ذكرته يأخذني لكلمات لطالما تعلق الفؤاد بها، ولكم رغبت بضمها لمقال هذا اليوم بعد أن سطعت في رأسي وهي للشيخ الشعراوي رحمة الله عليه: "لا تخف من تدابير البشر فأقصى ما يستطيعون فعله معك هو تنفيذ إرادة الله" وهي تلك الكلمات التي تؤكد ضرورة تقوية الإيمان ومضاعفته؛ كي تزيد قوتك فتتمكن من مواجهة كل ظروفك دون أن يستوقفك ما لن يجلب لك من الخير الذي تستحقه أي شيء يُذكر، وعليه فلتضاعف إيمانك؛ كي تواجه الحياة بقلب قوي يسعى وبكل جد؛ كي يصل بك إلى قدرك، وحتى يكون لك ذلك، فليوفقك الله والجميع، وليرحمك الله يا أبي (اللهم آمين).