14 نوفمبر 2025
تسجيلخطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، أمام الجلسة الافتتاحية العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة لم يكن خطابا عاديا، بل جاء خطابا استثنائيا، في جوهره ومضمونه، مُشخّصا للواقع الإقليمي الدولي، مُستشرفا للمستقبل، مُلبيا لتطلعات، ومعبرا عن آمال أصحاب الضمائر الحية، والشعوب المقهورة المتطلعة إلى الانعتاق من الديكتاتورية، والاستبداد، والاحتلال. لقد جاءت كلمة سموه رسالة من قلب الأمم المتحدة، إلى العالم أجمع، لترسم خارطة طريق للسلام الدولي المأمول، والأمن الإقليمي المفقود، والعدل الاجتماعي المنشود. في خطابه التاريخي، والذي حظي باهتمام ومتابعة خاصة في أروقة الأمم المتحدة، قدم سمو الأمير رؤية شاملة لملفات المنطقة وخاطب الجمعية العامة مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته، بدءا من القضية الفلسطينية التي يعتبر العجز عن حلها وصمة عار في جبين الإنسانية، وتحذير سموه من النتائج الوخيمة إذا وصلت الشعوب إلى نتيجة بعدم وجود حل لهذه القضية، مرورا بالأزمة السورية، وعبث النظام في دمشق بمفهوم الإرهاب، وممارسته للإرهاب الحقيقي، وما تولَّد عن هذه الأزمة من نتائج كارثية على منطقة الشرق الأوسط، بل والعالم، وعطفا على الحالتين اليمنية والعراقية، لقد قدم سموه تشخيصا دقيقا لخطورة سطوة المليشيات المسلحة على شرعية الدولة وما يترتب على ذلك من حرب أهلية، وفي هذا السياق كان سموه واضحا وصريحا مع المجتمع الدولي الذي قد يقع بعض عواصمه المؤثرة تحت دائرة التضليل الإعلامي بوجود صراع طائفي (سني - شيعي) في المنطقة، حيث نوه سموه بعدم وجود صراع سني شيعي في الجوهر، بل نزاعات تثيرُها المصالح السياسية للدول.وفي إطار نهج سموه لإشاعة الأمن والاستقرار بين الدول والشعوب، جاءت مبادرة سموه بالاستعداد لاستضافة حوار في قطر بين دول الخليج وإيران، لكسر الحواجز السياسية، وهو أمر ضروري لأمن واستقرار المنطقة ومحاربة الإرهاب، والبحث في جذوره، والأسباب التي تقف وراءه.خطاب سمو الأمير، وثيقة ثرية وغنية بالرؤى الجديرة بالمتابعة والتنفيذ، إذا كانت هناك إرادة جادة وصادقة فعلا لدى قادة العالم المجتمعين في نيويورك، لإعادة الأمل إلى منطقة الشرق الأوسط.