13 سبتمبر 2025

تسجيل

الوفاق السوداني هو الحل

29 سبتمبر 2013

لايختلف إثنان على أن الإجراءات الاقتصادية التي وضعتها الحكومة السودانية زادت من حالة الاحتقان التي يعاني منها الشارع السوداني منذ سنوات، جراء الحصار وما تلاه من انفصال الجنوب واستمرار التوتر والقتال في اقليم دارفور وفي عدد من الولايات السودانية. ويعاني السودان منذ سنوات من معضلة إقتصادية بسبب الأزمات الداخلية، ويطالبه صندوق النقد بالمزيد من الاجراءات لتحقيق الإستقرار وباستراتيجية تؤدي الى زيادة معدلات النمو وتقليص الميزانية، لكن ما اتخذه من اجراءات لرفع الدعم عن المحروقات وزيادة الاسعار كشف حالة من الضبابية في ادارة الدولة، أدت الى تصاعد الاحتجاجات ومحاولة إنتاج النسخة السودانية من الربيع العربي، وإن كانت معطيات هذا الربيع لم تكتمل بعد في الشارع السوداني. واذا كانت رياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي وأتت بأنظمة جديدة في الحكم، داعبت الحلم السوداني بإمكانية تكرار الربيع العربي في السودان، فإن المراقب لأوضاع ذلك البلد العربي الشقيق يدرك أن السودان بحاجة الى المصالحة أكثر من التشرزم، وأن مايعانيه الشعب الشقيق من ازمات يجعله اليوم في غنى عن المزيد من التفتت والانقسامات والحروب الداخلية إذا ما اتجهت المعارضة الى خيار إسقاط النظام.. واذا كانت الإحتجاجات مشروعة في شكلها السلمي، فلا شك ان هناك تجاوزات واردة في  تظاهرات كهذه يصعب على منظميها السيطرة عليها وحمايتها، وقد عارض مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الحاكم القمع الذي مورس ضد الذين عارضوا هذه الاجراءات، واعتبروها تجاوزات تتم بعيدا عن التسامح وعن الحق في التعبير السلمي، وهو مؤشر على وجود رغبة في الاصلاح من الداخل وعدم المكابرة، نأمل ويأمل كل محب للسودان الشقيق أن يكتمل لمعالجة أوجه القصور وعودة الأشقاء الى المصالحة والوحدة، وتجنيب السودان المزيد من التفتت والحروب والانقسامات.