16 سبتمبر 2025

تسجيل

الأولمبيُّ المدرسيُّ و التنميةُ الرياضيةُ

29 سبتمبر 2013

التنمية ليست عملية اقتصادية فقط، و إنما عمليةُ تطويرٍ شاملةٍ هدفُها و أداتها الرئيسة هو الإنسان القطري . و لذلك ننظر بتقديرٍ و اهتمامٍ عظيمين لليوم الأولمبي المدرسي الذي يُـعَـدُّ سابقةً في تنمية المجتمعات رياضياً . لم يقف المسؤولون عن الحركة الرياضية عند وَضْـعِ الخطط لتحقيق الإنجازات في البطولات ، و إنما استلهموا رؤية القيادة الحكيمة لقطر ٢٠٣٠ م ، فاتجهوا إلى التخطيط لإعداد المجتمع كله ليكون أساساً للمشاركة في تحقيق الرؤية في جانبها الرياضي ، و كان اليومُ الأولمبيُّ الشكلَ العمليَّ لذلك . عندما نتحدث عن الفعاليات و الأنشطة في هذا اليوم ، فإننا ننظر بعين الأمل إلى جيلٍ قادمٍ قادرٍ على رَفْـدِ الحركة الرياضية بالإنسان الكُـفْءِ الـمُـؤَهَّـلِ علمياً و نفسياً و بدنياً . و من هنا ، نتمنى على المختصين في مجالات الرياضة و التربية و علم الاجتماع و علم النفس أن يقوموا بإعداد دراسات تتناول التجربة و كيفية تفعيلها و تحقيق الأهداف الـمَـرجُـوَّةِ منها ، لأننا لا نرى فيه مجرد مهرجانٍ سنويٍّ ذي طابعٍ رياضيٍّ اجتماعيٍّ ، و إنما نستشرف منه المستقبل و نحاول المشاركة في إعداد الأسس السليمة التي تقوم عليها المجتمعاتُ الـمَدنيةُ الـمُتَحَـضِّـرةُ . حَبَّـذا ، لو تشكَّلَـتْ لجانٌ من الاتحادات و المؤسسات و الهيئات و الأندية الرياضية ، تكون مهمتها احترافيةً مقصورةً على متابعة الفعاليات الرياضية ، و تسجيل أسماء البارزين فيها بهدف تنمية مواهبهم عبر تَـبَـنِّـيها و إعداد الخطط اللازمة لذلك على كلِّ الصُّـعُـدِ الإدارية و المالية و الاجتماعية . و كذلك ، ندعو اللجنة الـمُـنَـظِّـمةِ لـمَـنح جوائز تقديرية و مادية للمدراس التي يبدو من خلال مشاركتها الفاعلة مدى اهتمامها و عنايتها بالجانب الرياضي في عملها التربوي التعليمي . و لأنَّ الحديثَ ذو شجونٍ ، فعلينا دعوة الشركات و المؤسسات الوطنية الخاصة على المشاركة في دعم هذا الحَـدَثِ الكبير الذي يُـعِـدُّ الأفراد الذين سيضخون دماءً جديدة في الاقتصاد الوطني مستقبلاً . فالدعم ، إذن ، مصلحةٌ مستقبلية ذات عائدٍ رِبْـحيٍّ لها يتمثل في الإنسان الـقطري الـمتعلم و المثقف مَعرفياً و رياضياً . أما إعلامنا المحلي ، فلا نجد عباراتٍ تكفيه حَـقَّه من الشكر ، نظراً لاهتمامه الكبير بهذا الحدث ، وتسليطه الضوء على فعالياته بشكل جعله مناسبةً وطنيةً بامتياز ، فأسهم بذلك في التأثير الإيجابي في مسيرة التنمية الرياضية في قطر الحبيبة .