10 سبتمبر 2025

تسجيل

بين هذا وتلك

29 أغسطس 2022

قانون الأمزجة هو المُفعل وهو المسيطر في العالم العربي ووليد اللحظة وهو قانون وقتي غير مكتوب وليس له نصوص ومواد واضحة وعقيم وكم كلف هذا القانون من ميزانيات الدول من أموال طائلة وكم دمر من بيئة إبداعية وقتل من طموح وكم أذاق البعض من كأس القهر وكم أثر اجتماعيا واقتصاديا وهو سبب كبير في تخلف الدول؟ وتراه في جهات العمل، فالمسؤول تراه يعمل بناء على مزاجه فإذا كان عال العال أنجز ووقع المعاملات وكان وجهه بشوشا وإن كان المزاج متعكراً عطل مصالح البلاد والعباد وانعكس ذلك على مجمل تصرفاته. وترى وجهه مُتجهماً وقد يقول لك مدير مكتبه إنه في اجتماع وهو كلام غير صحيح وكأن الجهة التي يرأسها من ضمن أملاك أبيه وليست ملكا للدولة التي تدفع له راتباً كبيراً. فما ذنب مصالح الدولة والمواطن لتعطيلها وهو سيان عنده ما دام يستلم راتبه فمن يحاسبه على ذلك سوى الله سبحانه فتلك أمانة أولاً وأخيراً؟ وتشاطر الواسطة هي الأخرى قانون الأمزجة التأثير وهو تأثير بالغ في كثير من الأمور الحياتية في العالم الثالث وهي جسر عبور لمختلف الأشياء لمن لا جسر له تختصر الوقت والجهد وفي نفس الوقت سبب رئيسي في تخلف الدول، وهي تبني مجداً للبعض لا عماد له عندما تسند مناصب للنطيحة والمتردية. وتعتمد الواسطة كونها شهادة علمية مرموقة من أفضل الجامعات وإن أردتها خبرة فهي كذلك لكنها في بعض الأمور لها أشياء ومحاسن كثيرة. فكم من الحقوق أرجعتها الواسطة لو ظل الإنسان طول عمره وهو يجري وراءها لن ينالها أو حتى بعضاً منها وهي تعتبر في عالمنا ملح الحياة تعطي للأشياء النكهة والطعم المطلوب. فهي مطلب سامٍ للكثيرين وأعطت البعض قيمة ومكانة اجتماعية مرموقة لدرجة أن البعض منهم أخذ في نفسه مقلبا ويظن بأن على رأسه ريشة. أجل لماذا تميز عن غيره وأصبح هذا الشعور سببا في عيش الكثيرين عالة على الدول وعبئا كبيرا عليها دون أي فائدة تُذكر ولا أخفيكم سرا كم من المرات تمنيت لو عندي واسطة وأمسك بعصاها السحرية كلما تعثر لي موضوع وأقوم بتشغيل الفور ويل درايف لينتشلني كما ينتشل السيارة من رمال خور العديد.