13 نوفمبر 2025

تسجيل

من الشعبِ الوفيِّ إلى سموِّ الأميرِ الـمُفدى

29 أغسطس 2017

نتقدمُ إلى سموِّكم بالتهاني والتبريكاتِ بمناسبةِ عيدِ الأضحى الـمباركِ، ضارعينَ إلى اللهِ تعالى أنْ يُحققَ لبلادِنا في ظلِّ قيادتِـكم الرشيدةِ ما تستحقُّ من مكانةٍ ودورٍ وتأثيرٍ وتَحَضُّرٍ ومَدَنيةٍ، وأنْ يحفظَها كعبةً للمَضيومِ، ومنارةً للإسلامِ والعروبةِ والإنسانيةِ. يا صاحبَ السموِّ في رمضانَ الـمباركِ، غرزَ (الأشقاءُ) خناجرَ الغدرِ في ظهرِ قطرَ الحبيبةِ، وجلسوا ينتظرونَ انحناءَها، لكنَّ اللهَ تعالى خَيَّبَ ظَنَّـهُم فتكسَّرتِ الخناجرُ عندما لامَسَتْ قلبَها الطاهرَ، والتفَّ أبناؤها وبناتُها حولَ القامةِ الشامخةِ لسموِّكم، يستمدونَ من ثباتِكم وهيبتِكم وحكمتِكم قوةً وكبرياءَ واعتزازاً وإرادةً لا تلينُ، ويقولونَ للغادرين إنَّ قطرَ وسموَّكم محفورانِ بالحبِّ والانتماءِ والولاءِ في قلوبِـنا، ومنقوشانِ بالكرامةِ والفخرِ على أرواحِنا. يا صاحبَ السموِّ عندما وَجَّـهَ الساقطونَ أخلاقياً في إعلامِ الغادرينَ سهامَ إساءاتِهِم لسموِّكم، شخصاً كريماً وشخصيةً اعتباريةً ساميةً، فإنَّهم لم يُحققوا أغراضَهُم الدنيئةَ لأنَّ قلوبَنا صَدَّتْ تلكَ السهامَ وكَسَرَتْها بأخلاقِنا الرفيعةِ، ثم فاضَتْ بالولاءِ والـمحبةِ والاحترامِ والتقديرِ لكم. فنحنُ نؤمنُ جازمينَ بأنَّ تاريخَ نهضةِ بلادِنا الـمُعاصرِ بدأ في عهدِ سموِّ الأميرِ الوالدِ، وازدادَ أَلَقاً وروعةً في عهدِكم، ولن نسمحَ بأنْ يُشَوَّهَ التاريخُ الـمجيدُ ليرضى الذين يتوهمونَ أنهم قادرونَ على فَرْضِ الوصايةِ علينا لأغراضٍ تخدمُ أوهامَهُم الامبراطوريةَ البائسةَ، فَهُمْ يدركونَ أننا بلغنا من الثقافةِ والوعي السياسيينِ درجةً تجعلُ الوطنيةَ والسيادةَ مرتبطتينِ بالتزامِنا الـمُطلقِ بالدستورِ، وببيعتِنا لسموِّكم. يا صاحبَ السموِّ إننا نعيشُ حياتَنا مطمئنينَ، نعملُ، ويلعبُ أطفالُنا، ويزورُ بعضُنا بعضاً، ونسهرُ، وننامُ بهناءةٍ، لأننا نعلم أنَّ اللهَ تعالى مولانا وناصرُنا، وأنَّ سموَّكم ساهرٌ على الـمصالحِ العليا لوطننا، تقودُ سفينةَ حاضرِنا نحو مستقبلٍ يَنعمُ فيه أحفادُنا بحياةٍ فيها عزَّةٌ وطنيةٌ وكرامةٌ إنسانيةٌ. ففي قلبِكَ الكبيرِ موضعٌ لكلِّ واحدٍ منا، ولكلِّ ذرةٍ من ترابِ قطرَ الطاهرِ. وفي قلوبِنا موضعُ الصَّدارةِ لبلادِنا الحبيبةِ ولسموِّكم. يا صاحبَ السموِّ لقد زادتْ جريمةُ الحصارِ جبهتَـنا الداخليةَ صلابةً، وأبرزتْ فضائلَنا الأخلاقيةَ، ودفعتْ إلى الواجهةِ بشبابِنا، منَ الجنسينِ، الـمثقفينَ والـمختصينَ في كلِّ الـمجالاتِ، فأثلجَ صدورَنا أنَّ رؤيتَنا الوطنيةَ لسنةِ 2030م قد حققتْ هدفَها الأولَ الـمُتمثلَ في بناءِ الإنسانِ الـمواطنِ الـمتعلمِ، الـمثقفِ، الواعي، ذي الشخصيةِ القياديةِ. ولكنها، في نفسِ الوقتِ، بَيَّـنَتْ هشاشةَ مجلسِ التعاونِ، وأظهرتِ الفروقَ بين نظامِنا السياسيِّ القائمِ على الأخلاقِ الساميةِ والعملِ الـمؤسسيِّ، وأنظمةِ دولِ الحصارِ القائمةِ على حالةٍ من أخلاقِ الجاهليةِ التي لا تحترمُ الشعوبَ، وترفضُ الالتزامَ بالقانونِ الدوليِّ. ولذلك، نقولُ (للأشقاءِ) ولدولِ العالمِ إننا ملتزمونَ بكلِّ قرارٍ تتخذونَهُ، سموُّكم، ولا يعنينا ولا يهمُّنا ما يفيضُ به الإعلامُ الساقطُ في دولِ الحصارِ من أكاذيبَ وادِّعاءاتٍ. يا صاحبَ السموِّ نحتسبُ عند اللهِ، جبارِ السماواتِ والأرضِ، حُرقاتِ قلوبِنا، والألمَ النبيلَ في قلبِ سموِّكم، على حرمانِ أبناءِ شعبكم، والأخوةِ الـمقيمينَ في بلادِنا، من الحجِّ هذا العام بعدما سَيَّسَتْهُ السعوديةُ. ونقولُ (للأشقاءِ) في الـمملكةِ "إنَّ حُجاجنا، بإذنِ الله، سينالون ثوابَ الحجِّ بنواياهم، وسينالُ الذين حرموهم منه غَضَبُ اللهِ ونقمتُـهُ". ويكفينا أنَّ قلوبَنا اجتمعتْ في قلبِ سموِّكم، وأنَّها ستُكَبِّـرُ وتُهَـلِّلُ مع ضيوفِ الرحمنِ ومئاتِ ملايينِ الـمسلمينَ في أيامِ العيدِ الـمُبارَكِ، ضارعةً إلى اللهِ تعالى بطلبِ الـمغفرةِ، نابضةً بالخيرِ لأمتينا العربيةِ والإسلاميةِ. كلمةٌ أخيرةٌ: حفظَ اللهُ بلادَنا الحبيبةَ حرةً سيدةً كريمةً، وحفظَ سموَّكم ذخراً لشعبِـهِ وأمتيهِ العربيةِ والإسلاميةِ، وكلُّ عام وقطرُ وسموُّكم وشعبُكم بخيرٍ. [email protected]