12 سبتمبر 2025

تسجيل

صندوق الحياة

29 أغسطس 2015

حياة المرء منا كصندوق خاص به يجمع فيه كل ما يخصه ويرغب بوجوده فعلاً، دون أن يسمح لسواه بالتدخل وتحديد ما يجدر بأن يكون وما لا يجدر بأن يكون، فالأمر يعنيه وحده، ولا حق لسواه بإدارة الأوضاع أبداً، وذلك بحكم أنه الوحيد المُدرك لكل ما يحدث وما يستحق بأن يكون ويأخذ حيزه من الواقع، فوقوع خلاف ذلك سيفتح سقف ذاك الصندوق؛ لتمتد الأيادي العابثة التي ستُحرك الأمور كما تشاء وليس وفق ما يراه صاحبها مناسباً؛ ليعيش حياته كما يحب هو، وكما يستحق فعلاً. حين تحدثت عن الحياة وصورتها على أنها كصندوق يجمع كل واحد منا فيه كل ما يريده ويخصه، فلقد رغبت بفعل ذلك؛ لأنها فعلاً كصندوق له سقف يُخفي من تحته تفاصيلنا الخاصة التي لا يدركها سوانا، كما يُخفي لوحة الأحلام وفرشاة الأمل ‏التي نرسم بها ما نريده كما نريد ودون أن يتدخل بتفاصيل تلك اللوحة سوانا، والحق أن من يسلك هذا المسار ويمضي فيه دون توقف سيحقق غايته من هذه الحياة وفيها، في حين أن كل من تهرم عزيمته ويسمح لها بأن تعتمد على غيرها لن يرى من كل ذاك الخير شيئاً يُسعف قلبه ويُنعشه، بل حسرة ستلتهمه مع مرور الوقت وإن كان ذلك على المدى البعيد، وهو ما سيكون له فعلاً إن رفع سقف الصندوق، وسمح لكل متطفل بالدخول ورؤية ما فيه، ومن ثم سلمه فرشاته الخاصة؛ كي يرسم ويلون كل ما يحلو له وإن لم يكن يتوافق مع صاحبنا مالك الصندوق، الذي يحتاج لوقفة يعبر فيها ومن خلالها عن رأيه بالموضوع، ويُحدد موقفه منه؛ كي يُنهي تلك المهزلة قبل أن تكون. أحبتي: لا شك أن كل واحد منا يعيش في صندوقه، ويطمح إلى أن ينعم بما يريده فيه، ولكنه يشعر بالتهديد بين الحين والآخر من الآخر، الذي لن يُشكل مُشكلة حقيقية إلا إن سمحنا له بذلك بفتحنا لسقف الصندوق، وترحيبنا له ومن ثم تسليمه الفرشاة، التي ستضيع معها الحقوق ما لم نتخذ موقفاً نُعبر فيها عن رغباتنا الحقيقية لكل ما يجدر بأن يكون، وهو ما استهان به البعض حتى كانت تلك النهاية، التي لا نريدها لأي أحد، وسنحرص وكما جرت العادة على التدخل، وذلك بتسليط الضوء على هذا الموضوع، الذي يمس شريحة من هذا المجتمع، تسعى لأن تحظى بحياة خاصة، لكنها وعلى العكس تماماً تجد من يتطفل عليها؛ كي يتحكم بحاضرها ومستقبلها وكل ما فيها من أحلام لا بد وأن تكون، وستكون بإذن الله تعالى، بعد أن نتعرف على تجاربكم الخاصة، التي ستبث الأمل في النفوس من خلال صفحتنا الأسبوعية، وعليه إليكم ما هو لكم.من همسات الزاويةحين تجد ما تبحث عنه، وتدرك أهميته في حياتك، وتشعر بأنه كل ما سيُغيرها للأفضل، جرب حظك دون أن تكبلك المخاوف ويُثنيك التردد عن فعل ما تريده-ضمن إطار المعقول والمقبول-‏وتذكر أنك في صندوقك، وتحمل فرشاتك التي سترسم لك ما تريده كما تريد، فإن فعلت فكن على يقين بأنك ستنجح إن شاء الله.