11 سبتمبر 2025
تسجيلقيل قديماً: (من راقب الناس مات هماً ). انتشرت في المجتمع آفة الحسد ويجب في البداية ان نعرف معنى الحسد: (هو تمنى زوال ما عند غيرك من خير او ملك حتى يحصل الحاسد عليه). أما (الغبطة هي: تمنى الخير من غير زوالها عن المغبوط). تجد أن هذا الحاسد يبحث ويتجسس عليك ليعرف ما عندك وقد يحصل على بعض المعلومات ويبدأ بنشرها، حتى أن بعضهم وصل به الأمر أن يتجسس عن طريق الخدم والأطفال والمثل يقول: خذوا أخبارهم من صغارهم!. روى أبو داود في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. تجد كثيراً من الناس يتحدث بما عنده، بعرض أمواله وحياته وأولاده، ليتعرض بعدها لوعكة قد تحيل حياته إلى جحيم. من القصص التي أثرت بي قصة امرأة حضرت محاضرة دينية وفي نهاية المحاضرة طلبت الداعية من يستطيع التبرع لبناء مسجد فخلعت هذه المرأة العقد الذي تلبسه من ست عشرة سنة وقدمته للداعية حتى تساهم به في بناء المسجد. تذهب بعدها المرأة لبيتها، تقول في تلك الليلة نمت قريرة العين بعد سنوات من التعب والمرض وعند الصباح جاءتها مكالمة من الداعية تطلب منها الحضور فوراً الى مركز التحفيظ لتذهب وتقابلها الداعية بالاحضان وتخبرها ان العقد كان به عمل من شخص اراد لها ان تمرض وتستمر في حالة الحزن التي كانت تمر بها فتذكرت المرأة ان من اهداها العقد صديقتها المقربة، فاتصلت بها تسألها عن قصة العقد فاخبرتها انها كانت تحسدها على زوجها وأولادها فعلمت لها سحراً يعطل حياتها لكن عناية الله انقذتها من ذلك السحر فبطل كيد الساحر قال تعالى: ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ) هذا وعد من الله، انه لا يفلح ساحر وان يبطل عمله وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن يضر مسلما. في حياتنا كثير من المواقف التي تتعلق بالحسد فهو مرتبط بالغيرة حيث تغار النساء من بعضهن البعض وكذلك الرجال يغارون من بعضهم البعض. يجب على الناس ان يتراحموا ويبعدوا عن الحسد. الحاسد لا يستطيع العيش في راحة أو سرور وهو يرى الناس مستمتعين بحياتهم، فيراقب هذا وذاك حتى وصل للبعض ان ينشر طرقا وحيلا لكيفية التجسس على الأزواج وغيرهم من الاهل والأقارب، كأن تقوم إحداهن بإنزال برنامج في جوال زوجها يمكنها من معرفة كل ما يصل اليه من محادثات ورسائل والهدف من ذلك فقط تدمير حياتها وتعيش في شقاء وهم. لنعلم ان لكل منا خصوصية سواء بين الاهل او بين الازواج او الاصدقاء لا يحق للبعض ان يطلع عليها ويكشفها حتى ان الاسلام وضع هناك خبيئة (هي عبادة السرّ والخفاء) بينك وبين الله فلو تجسس الناس على بعضهم البعض لانكشفت الامور. ساءت الظنون وقام البعض يتجسس ويبحث عن عورات الناس، لأن ظنه قد ساء بهم، فنهاه الله عن ذلك قال تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) لأن الناس إنما يُحملون على ظواهرهم وتوكل بواطنهم إلى الله، فهو الذي يحاسبهم على ذلك، قال عليه الصلاة والسلام: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) فيأمرنا ديننا الحنيف، بأن على المسلم ان ينشغل بتطوير ذاته ومهاراته ويصقل روحه، حتى يقل الحسد وتشيع في المجتمع المحبة والألفة وصفاء النفس..