11 سبتمبر 2025
تسجيلمراحل حياة الإنسان تتقلب وتتغير أحواله ولكن يبقى السؤال ما هو الوقوف في المنتصف؟ هو بين الشعور واللاشعور، بين الخيبة والأمل، بين الاهتمام واللامبالاة، بين العقل والقلب. في لحظة واحدة تدرك أنك كنت تقف في المنتصف يقول أحمد خالد توفيق: «كأنه كُتب علينا العيش هكذا، مُعلقين في مُنتصف الأشياء كلها، لا نُحب ما يحدث ولا يحدث ما نُحب». فتأتي الصدمة أو اليقظة فجأة فتقف حائراً في الاختيار بين الاستمرار أو التوقف تقول إحدى الأخوات بسبب قشرة موز تغيرت حياتي فقد كنت متوجهة لمؤتمر خارج البلاد فتعثرت بقشرة موز تسببت في كسر قدمي بعد ذلك اعتذرت عن المؤتمر وعدت لبلادي فهاتفت زوجي حتى يعود ويساعدني فاعتذر بحجة أني احتاج إلى الراحة فانقلبت حياتي بعد ذلك كيف أني كنت السند له وفي حاجتي له يتخلى عني وأخذت أعيد حساباتي لماذا بعد كل هذا الوقت تكتشف أن هذا الشخص خذلك، هى المواقف التي تنكشف فيبدأ الإنسان يدرك حقيقة واقعه، وفي احد المواقف التي تحدث بشكل شبه يومي طرق الخذلان تتكرر وتتغير ولكن يبقى الخذلان هو سيد الموقف. كأن تعيش إنسانة مع شخص حياة هانئة ثم تكتشف أن كل ذلك وهم وغير واقعي وجه آخر للحياة لم تكتشفه ويجب أن نذكر بعض القصص عن الخذلان، فقد حدث في يوم من الأيام أن زوجين يعيشان حياة هادئة ولكن موقف واحد فقط كشف ما في نفس الزوج وهو أنه كان هناك اجتماع عائلي وكانت الزوجة كعادتها تقدم الضيافة فقال لها والد زوجها لم أجد من يتقن عمله مثلك فانتِ مجتهدة مع أبنائك وحريصة على خدمة زوجك دون تقصير ومثقفة وجميلة، فاستشاط الزوج من كلمات والده فرد عليه باستهزاء بأن قال: لا تنس أن تضيف أن تعليمها ثانوي وهى اقل من مستوى ابنك الجامعي وأخذ يعدد النواقص التي يظنها الزوج في زوجته دون مراعاة لمشاعرها أمام أهله وأخوته فلم تنبس الزوجة بكلمة واحدة، فقط وقفت وغادرت المكان بكل هدوء ثم اتصلت على والدها تطلب منه القدوم لأخذها وجاء والدها لأخذها دون ان تنطق بكلمة واحدة ثم اعتزلت أهلها وبقيت في غرفتها ولم تخبر أهلها بالموقف وما كان من الزوج إلا أن تركها ولم يحاول إصلاح الأمر ثم تستمر الأيام والزوجة معتزلة العالم الخارجي لم تتحدث ولم تخبر أهلها بما حدث ثم فجأة تمرض هذا الزوجة المخلصة ثم تدخل على اثره المستشفى وتبقى أسبوعا ثم تنتقل لبارئها دون أن تخبر أحداً بما حدث مع زوجها رحلت للرفيق الأعلى وعند الله تلقى الخصوم. في النّهاية، حاول ألا تُبالغَ في أيّ شيء فخلف كلّ مبالغة صَفعةُ خِذلان، ولا تتعلق إلا برب العباد صوّب هدفكَ دائما إلى ما وراء هذه الحياة وخُذ بقوله تعالى:» فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ». وما عدَا ذلك دروس في الحياة ليس أكثر.