لا تكن أنت من الذين يحركون الوتد

يمر في حياتنا بعض الاشخاص الذين يعملون على تحريك الوتد فقط، يجب في البداية أن نعرف معنى تحريك الوتد: هم مجموعة من الناس يظنون أنهم لا يفعلون شيئا وهم لا يعلمون أن بضع كلمات فقط من الغيبة والنميمة تقلب حالا رأسا على عقب، كثير ما نشاهد من يعكر صفو حياة الاخرين، ولم يلتزم بحديث رسولنا الكريم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت»، فإما أن يكون في كلماتك خير للآخرين، أو يكون الصمت هو خيارك. يروى أن إبليس أراد الرحيل من موقع كان يسكن فيه مع أبنائه، فرأى أحد أولاده خيمة. فقال: لا أُغادر حتى أفعل بهم الأفاعيل. فذهب إلى الخيمة، فوجد بقرة مربوطة بوتد، ووجد امرأة تحلب هذه البقرة، فقام فحرك الوتد، فخافت البقرة وهاجت، فانقلب الحليب على الأرض. فغضبت المرأة فدفعت البقرة بشدة فسقطت البقرة وماتت. فجاء زوجها فرأى البقرة فطلق زوجته وضربها، فجاء قومها فضربوه، فجاء قومه فاقتتلوا واشتبكوا! تعجب إبليس فسأل ولده: ويحك ما الذي فعلت؟ قال: لا شيء فقط (حركت الوتد). ويجب أن نعلم ان هناك من يسمى «محراك الشر». شخص يتفنن بزيادة الخلاف بين المتخاصمين أكثر مما يحلها وقد يكون هذا الشخص لديه مصلحة لزيادة الشقاق فيما بينهم تحكى احدى الاخوات عن قصة حدثت لها تقول: تقدم لخطبتي رجل في العقد الخامس من عمره وكان على خلق ودين ولديه مسكن خاص وهو منفصل عن زوجته ولديه ابناء منها في بيت مستقل بجانبه وقد قرر ان يتزوج مرة اخرى وتقدم لهذه الفتاة ولكنها في بادئ الامر رفضت حتى اقنعها ابيها واخوتها بالنظرة الشرعية ثم تقرر قالت فقابلته بالنظرة الشرعية وكان خلوقا ومثقفا، وقد اعجبني بعد ذلك تم الامر وعشت معه احلى الايام وكنت اتنقل معه من بلد لبلد بحكم عمله ومشاريعه ثم في يوم أسود تقرر عمل عزومة تعزم بها صديقاتها حتى يلتقوا بها بعد زواجها وليتها لم تكن تقول صاحبة القصة: جات صديقتي المقربة وأخذت تنفث سمها بقولها أنت الشابة الجميلة تتزوجين هذا الرجل انه لا يناسبك، كبير سن ولديه ابناء بعمرك واخذت تثير في نفسي الاشمئزاز منه حتى اصبحت كارهة له وكل ذلك في عدة مواقف وليس من موقف واحد وباتت حياتي معه جحيما فأخذت ابحث عن المشكلات حتى أصبح العيش معه مستحيلا ثم قرر هو الطلاق ففرحت بذلك كثيراً وكأني حصلت على جائزة بسبب تدمير منزلي ثم انتقلت لبيت والدي ثم بعد انقضاء العدة تقدم لي شاب في مثل سني فوافقت عليه وتم الزواج ثم بدأت معاناتي معه اولا كان حاله ميسورا ووضعني في ملحق في بيت اهله بعد أن كنت أسكن قصراً فخماً وحدي، ولدي من الخدم ما لا يعد ويحصى وها انا اعيش اليوم مع زوج لا يحترمني ويمد يده علي ويخونني مع أخرى وانجبت منه طفلين فأصبحت لا استطيع العيش معه بسبب سلوكه وتعامله وقلة احترامه فحدث الانفصال وندمت اشد الندم على ما فعلت بزوجي الاول تمنيت لو تعود عجلة الحياة فأسكت صديقتي عن وشايتها فتستمر حياتي السعيدة فأنا اليوم أعض اصابع الندم على ما حدث، فقد نهى الاسلام عن طلب المرأة الطلاق دون سبب، فقد ذكر الحديث عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أبو داود والترمذي وحسنه، وابن ماجه. خلاصة القول انتبه لا تكن انت من الذين يحركون الوتد.