21 سبتمبر 2025

تسجيل

دروس وعبر

29 يوليو 2018

نجاح دولة قطر في تجاوز الحصار التآمري الذي فرضته الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وإحباط كل الأهداف التي سعت تلك الدول لتحقيقها، وعلى رأسها التدخل في شؤونها والمساس بسيادتها والتأثير على قرارها المستقل، وكذلك الانتصارات التي ظلت تحققها كل يوم سياسياً ودبلوماسياً وقانونياً واقتصادياً في مواجهة المؤامرة، شكلت في مجملها ضربة قوية لتلك الدول التي كانت تظن، حينها، أن بإمكانها دفع الدوحة لتقديم تنازلات، بل وحتى الاستسلام خلال أيام أو بضعة أسابيع. غير أن الفشل الذريع الذي لازم دول الحصار، على الرغم مما بذلته من حملات دولية وإقليمية لشيطنة دولة قطر، ولا تزال، أكد، ليس على الانتصار الحتمي لقوة الحق على الباطل فقط، بل كشف عن القراءة الخائبة وقصيرة النظر لدول الحصار، وخطأ تقديراتها السياسية لحجم وعناصر القوة التي تمتلكها دولة قطر. لم يكن النجاح الذي حققته دولة قطر في مواجهة الدول الأربع ليحدث، لولا وحدة الجبهة الداخلية وتلاحم القيادة والشعب أولاً، ثم قوة الحق في مواجهة أباطيل وفبركات دول الحصار ثانياً، ثم ثالثاً العمل على كل الجبهات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والقانونية وفق خطط وتحرك مدروس. وأخيراً العلاقات القوية والاستراتيجية لقطر وشراكاتها الدولية مع القوى الفاعلة والمؤثرة في كل العالم. كل تلك العوامل وغيرها، هي ما مكّن دولة قطر من تجاوز الحصار دون تقديم تنازلات، بل وثبت للكافة أن أي محاولة للتأثير على سياستها الخارجية غير مجدية ومصيرها الفشل. ثمة كثير من الدروس والعبر والحقائق في هذه الأزمة، غير أن الحقيقة الأبرز، هي أن الأزمة أبانت لدول الحصار تراجع تأثيرها على المستويين الإقليمي والدولي.