29 أكتوبر 2025
تسجيلإذا تجاوزنا الجدلَ حول مدى صحة الأرقام، ودقة مؤشرات القياس، فإن المتبصر في النتائج، يستشعر مدى عمق المعضلة، واستفحالها!! تحليل الاستطلاعات التي أجريت في مجموعة من الدول العربية، تجاه تنظيم "داعش"، أشار إلى أنه، يحظى بحد أدنى من المؤيدين، الأقوياء!! يبلغ 8.5 مليون شخص، إذا قمت بتضمين أولئك الذين ينظرون إليه بشكل إيجابي، إلى حد ما.. فإن هذا العدد، يرتفع إلى 42 مليون شخص على الأقل!! ولم يكن مستبعداً أن يضرب التنظيم، عدة أهداف مجتمعة في الخليج، والعالم العربي، والغربي، من مجازر سوريا والعراق، إلى عمقي السعودية والكويت، مروراً بمصر، وليبيا، وتونس، وفرنسا، والبقية على الطريق! رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال ريموند أوديرنو، يعتقد بأن هزيمة "داعش"، قد تستغرق "عشراً إلى عشرين سنة". أين يكمن الخلل؟ كيف يمكن لإنسان أن يفجر نفسه في أناس عزل، لمجرد أن يختلف معهم في الرأي، والتوجه، والعقيدة، والمنهج؟ بعيداً عن التنظيرات، والتعويل على المؤامرات الخارجية ـ مع اتفاقنا على الأطماع والمصالح الضيقة لبعض الدول الإمبريالية، في أراضينا والأجندات الخارجية ـ إلا أن الأزمة في الداخل أكبر، وأشد وطأة، فهناك الاستبداد، والظلم، والحسرة، والغضب، وغياب العدالة، والفقر، والبطالة، والجهل، واليأس في التغيير. بالإضافة إلى إشكالية العلاقة مع الآخر (في الوطن)، ومدى قبوله كشريك كامل، ومواطن؛ يتمتع بجميع الحقوق، بلا تقسيمات طائفية، أو مذهبية، أو إثنية، وهو الصراع الذي لا يزال متأصلاً على مدار التاريخ، منذ ألف سنة ونيف، وهو قابل للتجدد والعودة، كلما سنحت الفرصة، وتهيأت الظروف. تجده في العراق، وسوريا، والخليج، وجميع الدول العربية، بلا استثناء مع اختلاف النسب؟!. العنف باسم الإسلام، واختطاف خطابه، من قبل المتشددين، والمتطرفين والإرهابيين.. أصبح حالة مزرية ومتفاقمة، وانعكس على صورة الإسلام وأتباعه، وغدا الجانب الإنساني والحضاري مغيباً، ولا يكاد يذكر، بتاريخه وسطوره، منكره ومكفره ومرفوضه. وهناك عجز، في طرح بديل معتدل ومقبول، في مواجهة خطاب الكراهية، والتشدد، والإقصاء، الأمر الذي يتحمل فيه الجميع تبعاته، بلا استثناء، من البيت، والجامع، والدولة، ومؤسساتها. والإشكالية: متى سيتم بمواجهة هذه التنظيمات فكرياً، وليس أمنياً حصراً، ومنعهم من المتاجرة بالدين، وتحويله إلى قنابل متفجرة.