18 سبتمبر 2025

تسجيل

شكرا لندن

29 يوليو 2012

جاء حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في العاصمة البريطانية لندن حافلا بالمفاجآت السارة لهذا البلد الذي يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فقد دخلت لندن تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية عندما أصبحت أول مدينة في العالم تستضيفها ثلاث مرات إثر حفل افتتاح مبهر أبهر العالم، فقد سبق لهم التنظيم ولكن ليس كما شاهدناه ليلة البارحة على مدى أربع ساعات فقد استضافت لندن ألعاب 1908 أول مرة، بعد أن منحت روما عاصمة إيطاليا هذا الشرف أولا، وفي عام 1906 فتح المجال لمدينة الضباب بالدخول على خط الاستضافة وهاهي تتألق. فقد قدمت العديد من الفعاليات والفقرات الشيقة حيث أشاد الجميع بما شاهدوه في الحفل المبهر أمام الحشد الكبير الذي امتلأت به مدرجات الملعب مع متابعة الملايين في العالم حفل الافتتاح الرائع من خلال شاشات التلفزيون.. وأبرز مفاجأة غير متوقعة بحفل افتتاح أولمبياد هبوط ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إلى ملعب ستراتفورد الأولمبي بواسطة مظلة بعد أن قفزت من طائرة مروحية يقودها "جيمس بوند" ولاقت الخدعة التي أشرف على تنفيذها مخرج الحفل السينمائي الشهير دانييل بويل إعجاب الجمهور والملايين من متابعي الحفل على الهواء مباشرة وبعدها قامت الملكة (86 عاما) بالدخول للصالة الملكية وسط تصفيق حار من ضيوفها حيث قاربوا أكثر من 100 رئيس دولة وحكومة في العالم وهم ضيوف عندها ويأتي مشاركة هذا العدد من الدول كتأكيد على أهمية الأولمبياد فقد نجح واستثمرت لندن الحدث وشارك كل نجوم المجتمع من رياضيين وفنانين ومشاهير ومن أبرزهم الممثل الكوميدي العالمي الشهير الذي يعشقه الصغار والكبار والمعروف باسم "مستر بين" في حفل افتتاح دورة الألعاب وقد لفت الأنظار إليه بشدة خلال الحفل بسبب تصرفاته الساخرة المعروف بها فحفلات الافتتاح تبين حضارة وثقافة الدول وشخصيتها بين دول العالم وهاهي لندن تدق جرسها وتوجه لدول العالم بأنها مازالت قوية وقادرة على أن تكشف وجهها الحقيقي في مجال التنافس التنظيمي فقد أسعدتنا الأجواء وتابعنا الفقرات في ليلة رمضانية جميلة مع الحدث الرياضي الأبرز. وبعيدا عن الحفل فإن منتخب الإمارات الأولمبي سيخوض اليوم مواجهة قوية وصعبة أمام البلد المنظم بعد الأداء المشرف الذي ظهر عليه في اليوم الأول في المشاركة التاريخية أمام محترفي الأورجواي برغم خسارتهم إلا أن الإشادة المحلية والعربية والعالمية تكفي بعد أن قدم درسا في فنون التحدي والأداء المشرف وظهر (أولادنا) بالصورة التي كنا نتوق إليها فقد لفتوا الانتباه وبالأخص عمر عبد الرحمن والذي استطاع أن يخطف الأضواء بجانب النجم الخلوق إسماعيل مطر والذي لعب المباراة وهو صائم دخل التاريخ بأن يسجل هدف الإمارات الأول في تاريخ مشاركاتها الأولمبية التي بدأت عام 84 بلوس أنجلوس ويكفي أن هذه اللاعب الذي برز اسمه على الصعيد الدولي عام 2003 في بطولة العالم للشباب التي استضافتها الإمارات وسجل هدف الفوز على أستراليا ليتأهل المنتخب الإماراتي بعدها حصل على العديد من الألقاب محليا وإقليميا وعربيا وقاريا. وفد قطر يلفت الأنظار بالتأكيد لأنها الدولة العربية الوحيدة التي طرقت بابا ساخنا من أجل تنظيم الأولمبياد مرتين فأصبح الجميع يود معرفة أخباره وهي فرصة ثمينة للوفد القطري بأن يركز على الترويج برغم فشلنا في عدم حصول موافقة اللجنة الأولمبية الدولية، فلندن حاولت عدة مرات وفشلت حتى جاءت اللحظة التي نشاهد فيها الإنجليز يطيرون من الفرح.. والله من وراء القصد.