17 سبتمبر 2025
تسجيلبينما كنت أتسوق الأسبوع الماضي في أحد محلات التسوق لشراء أغراض التموين الأسبوعي، وبعد أن استلمت الفاتورة لاحظت اختلافاً في السعر عن الأسبوع الماضي، بالرغم أنها نفس الأغراض ولكن السعر ارتفع، فما السبب في ارتفاع أسعار المنتجات؟ نعم.. الارتفاع في السعر بسيط لكن قد يحدث فرقا عندما يزيد عدد المشتريات. إن الحديث عن الغلاء حديث متداول والشكوى عامة، والعجيب أن الكل أصبح يشتكي من الغلاء وبكل المستويات فقيراً كان أو غنياً، فالغلاء أصبح لا يفرق بين ضحاياه ويلتهم كل ما أمامه. فما السبب في كل هذا الغلاء والارتفاع في الأسعار؟، هل الأحداث الجارية في العالم من حروب وأزمات اقتصادية كما نسمع من المسؤولين؟، أم جشع التجار واحتكار السلع في المخازن؟، أم تهاون حماية المستهلك في مراقبة الأسعار؟، أم هي بسبب عدم اهتمام المستهلك وعدم وجود ترشيد في الاستهلاك؟، ولماذا لا تشتري أيها المستهلك ما يكفيك وما يكفي حاجتك لوقت معين؟، ولماذا التكديس وبالنهاية مصيره إلى القمامة؟ مع العلم أن دول الخليج هي الأعلى عالمياً في حجم النفايات، بالإضافة إلى عدم وجود تدوير للنفايات. لقد وضع لنا ديننا الحنيف منهاجاً في عدم المبالغة فيقول الله عز وجل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا"، وأيضاً نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الإسراف فقال: "وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ". وبغض النظر عن المسؤول الحقيقي، فالأسباب كثيرة قد لا يتسع المجال لذكرها، والمشكلة أننا لا نرى حلا يلوح في الأفق، فإن كنا قادرين على تجاوز شهر رمضان وهو شهر الخير والعطاء، فهناك مواسم أخرى قادمة كالعيد وموسم السفر والصيف ومواسم غيرها ستلتهم ميزانيات الأسر وأصحاب الدخل المحدود وفئة المتقاعدين، مما يعني أنه يجب التدخل السريع، من قبل المسؤولين لكبح جماح هذا الارتفاع الكبير في الأسعار. أنا لا أشكك في نوايا المسؤولين وجهودهم المبذولة في هذا الصعيد، ولكن المطلوب دراسة الوضع على هامش ما استجد كأرباب أسر وليس كمسؤولين، فلم يعد المواطن يقتنع بحجة الأزمات خاصة ما يتعلق بالمنتجات الوطنية التي لا أرى سبباً لارتفاع أسعارها، فنحن دولة نفطية ذات أعلى معدل غاز طبيعي، وعلينا أن نجد حلولاً لارتفاع الأسعار فمثلاً على الصعيد الأسري نشر الوعي الاستهلاكي لدى جميع أفراد الأسرة، ويتعين على الجميع شراء ما يحتاجه ويكفيه حتى لا يستدعي رمي الزائد منه في القمامة. وحش الغلاء يهددنا جميعاً ولن نستطيع كبح جماحه إلا بتعاون الجميع من أفراد بالمجتمع ومسؤولين. كل هذا بيني وبينكم.