19 سبتمبر 2025

تسجيل

سلبيات الاستهتار وعدم اللامبالاة

29 يونيو 2020

بالرغم من كل التحذيرات التي نسمعها ليل نهار بخصوص طرق انتقال العدوى وطرق تجنبها إلى طرق العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، أو ما يشبهها وكل الجهود تنصب في هذا الاتجاه إذا انحسر هذا الوباء الماكر الذي ينتظر بفارغ الصبر استهتار البعض منا من عديمي الإحساس بالمسؤولية ممن يهدمون جدار صد الفيروس وقفزهم غير المبرر فوق كل الإجراءات الوقائية المعمول بها لمكافحة الوباء. فالذي يقومون به للأسف يهدد حياة الناس ويسبب لهم المعاناة الشديدة من الوجع والألم وربما لا سمح الله يؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان الحياة. وقد نكون ساهمنا في ذلك سواء كنا نعلم أو لا نعلم كما سوف يكون حال الاقتصاد هو الآخر في اعياء دائم، وتخيل لو التزم الجميع كم سوف نوفر من أرواح بإذن الله وأموال نحن في أَمس الحاجة لها، وخصوصاً في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم قد اختلط حابلها بنابلها. وما أصاب العالم العربي من تردٍ على مختلف المجالات من حروب وحماقات وفقر وعازة وتدخلات وأطماع وفساد أكل الأخضر واليابس وزاد الوباء طينا اقتصاده ليس بِلة، ولكن بلات وبلات. وتخيلوا معي لو أن الدولة عندنا قالت: كل من يثبت أنه ساهم في انتشار الفيروس وخرق الحظر ولم يلتزم به ولا بالتباعد الاجتماعي لا يتم علاجه على نفقة الدولة في حالة ظهور الأعراض عليه وتحميله التكلفة العلاجية ونفقات الحجر الصحي صدقوني سوف يقل الاستهتار وعدم اللامبالاة إلى أضيق الحدود. وهذا إذا ما علمنا بأن الوباء لن يختفي إلا قبل أن تُسوق تلك الأمصال التي يُقال انها سوف ترى النور ربما فى شهر أغسطس القادم ويباع منها الملايين، ولن تذهب تلك الأموال سُدى التي تم استثمارها في هذا المجال، وربما تتغير تصريحات مسؤولي منظمة الصحة العالمية بعد اكتمال المبلغ الضخم 32 مليار دولار وتتحول بعد ذلك إلى اللون الأخضر بدل اللون الأحمر ربما. آخر الكلام البعض هدانا وهداه الله لم يتخل عن مناسباته التي ليس لها داعي ولا تُقدم ولا تؤخر في الظروف العادية، فما بالك بهذه الظروف الاستثنائية فهذا الوقت ليس الوقت المناسب للتفاخر والتباهي بأشياء لم ينزل الله بها من سلطان، وإنما هي تراكمات خيال مريض وكل شيء كما قالوا في وقته حلو. [email protected]