28 أكتوبر 2025

تسجيل

وسائل التواصل!

29 يونيو 2016

مع تطور التكنولوجيا تتعاظم أهمية وسائل الإعلام والاتصال، وخصوصا الجماهيرية، بتزويدنا بالمعرفة والأفكار والمعلومات، كما أنها تمتلك القدرة ـ وعلى نطاق واسع ـ في التأثير على طريقة تفكيرنا، وصياغة آرائنا، وتشكيل نظرتنا لمختلف الأحداث، التي تدور في مجتمعاتنا، وحياتنا الشخصية بشكل خاص، وكيفية نظرنا لمختلف الأمور والقضايا في الداخل والخارج، والمتعلقة بالدول والحكومات والاقتصاد والمجتمع والناس والإنسان، والموضوعات الأخرى بشكل عام، وهي تعتبر الآلة الرئيسية للثقافة والتسلية، كما أنها تلعب دورا رئيسيا في تشكيل الرأي العام وتوجهاته، وتشارك اللحظات والساعات والدقائق التي نقضيها في مشاهدة التلفزيون، ومطالعة الجرائد والمجلات، وتصفح الإنترنت، في تكوين آرائنا عن العالم، وموقفنا وتواصلنا معه. واليوم يلعب الإعلام الجديد وأدواته؛ مثل المواقع والمنتديات والمنصات الاجتماعية دورا كبيرا في تعزيز التواصل والحوار، وتكوين العلاقات الاجتماعية محليا ودوليا، وتشير الدراسة التي نشرها موقع (بيزنس إنسايدر)، إلى إن منطقة الخليج تصدرت دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين، لموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالنسبة إلى إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام، حيث حصلت على نسبة 45%، مقارنة بالولايات المتحدة، 23%، والصين 19% فقط. يعود انتشار استخدام الإعلام الجديد (NEW MEDIA) وبحجم كبير، إلى توافر الإنترنت بسرعات وتقنية عالية، وانتشار الأجهزة الذكية عند معظم الفئات؛ وخصوصا الجيل الجديد من الشباب الذي يمثل الأكثرية السكانية، وتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى مظلة واسعة تجمع الشباب، وأيضا استخدام الخدمة من قِبل القيادات والشخصيات البارزة والإعلاميين، والسياسيين، والمثقفين، والرياضيين، والنخب والمهتمين، وكذلك الأجانب المقيمين. وهناك ما يتجاوز أكثر من 500 ألف تغريدة يوميا، تنطلق من الخليج. ونحو 80 بالمائة من مستخدمي تويتر يغردون عبر هواتفهم الجوالة، كما أن 90 بالمائة يشاهدون الفيديو على هواتفهم الذكية.ورغم هذا الزخم الكبير، إلا أن التحدي يكمن في الاستخدام المسؤول وغير المفرط لوسائل التواصل، لأن العديد منها ـ في الآونة الأخيرة ـ تحول إلى استقطابات، ومعارك، وحروب دينية ومذهبية وطائفية، وإثارة للفتن، والشائعات، والفضائح، والترويج للتطرف والعنصرية والإرهاب، وهو ما يتطلب من الجميع الوقوف في وجهه بحزم وعزيمة، حتى يبقى ما ينفع الناس، ويتلاشى الزبد الضار والفاسد.